Hanyar Tsarkakan Mutane a Ilimin Magana
كتاب منهاج المتقين في علم الكلام(للقرشي)
Nau'ikan
والجواب: إن أرادوا أن الآيات هي التي زادت فمحال؛ لأنه لا فعل لها، وإن أرادوا أن الله زاد عندها فهو خلاف الظاهر، والمعنى إزدادوا عندها، وأضيف إلى الآيات تجوزا لما كان عندها كقوله: {فلم يزد هم دعائي إلا فرارا}، وكما يقول الواعظ: ما زادتك موعظتي إلا شرا، وما زدت غلامي بإحساني إلا مخالفة.
ومنها: قوله: {وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين}.
والجواب: المراد بالفتنة الامتحان والبلوى بما يظهر عنده إيمان المؤمن وكفر الكافر، وتمييز الخبيث من الطيب كما سلف في نظائره، وعلى هذا يحمل قوله تعالى: {لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه} ولم يرد ما ذهب إليه الخصم وإلا كان التقدير وإن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء لنغويهم به، ومن هذا القبيل قوله: {لنبولكم بالشر والخير فتنة}، وقوله: {إنا قد فتنا قومك من بعدك}، وقوله: {وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا} أي اختيارا وامتحانا، فإن الكافر المرتاب يقول: ولم كانت تسعة عشر ولم تكن أقل أو أكثر، هلا كانت عشرين تكميلا للعقد ونحو ذلك مما يظهر به ريبة المرتاب، ومثله قوله تعالى: {وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا}، فأخبر أنه امتحنهم بما تظهر به ريبتهم، ثم رد عليهم بقوله: {أليس الله بأعلم بالشاكرين} واللام في قوله: {ليقولوا} لام العاقبة، ومثله قوله: فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة، أي امتحان وعذاب في الدنيا بالمصائب والشدائد أو عذاب أليم يتعجل لهم كسائر الأمم، ولو كان كما قاله الخصم لكان التقدير: فليحذر الذين أضللتهم عن أن أضلهم.
ومنها: قوله تعالى: {ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم..} الآية.
والجواب: ما تقدم من أن التقدير /237/ من يرد الله عذابه، ومعنى لم يرد الله أن يطهر قلوبهم، أي يحكم بطهارتها في الدنيا وينجيها في الآخرة.
ومنها قوله: {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا}.
Shafi 359