Hanyar Tsarkakan Mutane a Ilimin Magana
كتاب منهاج المتقين في علم الكلام(للقرشي)
Nau'ikan
والجواب: لم يقل يضل بها عن الدين، والمراد تهلك بها من تشاء؛ لأن لفظة هي عائد إلى الرجفة، وبالاتفاق أن الرجفة لا يضل بها أحد عن الدين، ولأن قوله: {أتهلكنا بما فعل السفهاء} قرينة في أن المراد بالإضلال الهلاك، وأما الفتنة في الأصل فهي مأخوذة من فتنت الذهب إذا طبخته في الكانون لاستخراج خبثه، ثم استعير للعذاب لما كان عرضا عن النار كما يعرض الذهب عليها، قال تعالى: {يوم هم على النار يفتنون} أي يعذبون، ثم استعمل في كل عذاب، قال تعالى: {إن الذين فتنوا المؤمنين المؤمنات}، أي عذبوهم، وقال: {والفتنة أشد من القتل}، ثم يقل إلى الامتحان والابتلاء لما كان بالمحنة والبلاء يظهر المخلص من المرتاب يشبهها بالفتنة الذي يظهر بها خالص الذهب من خبثه، قال تعالى: {ألم، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون}، أي يمتحنون، بما يظهر عنده المخلص من المرتاب، وقال: أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام، أي يمتحنون، ومنه قوله: {وفتناك فتونا} أي امتحناك بمحن هذبتك وخرجتك، ثم استعير للإغواء عن الدين لما كان عند الغواية يستحق العذاب المشبه بالفتنة الحقيقية. قال تعالى: {واحذرهم أن يفتنوك} ونحوه.
ومنها: قوله: {ربنا إنك آتيت فرعون..} إلى قوله: {ليضلوا عن سبيلك}.
والجواب: هذا معارض بقوله: {لعله يتذكر /235/ أو يخشى} وبقوله: {ولقد أخذنا آل فرعون} إلى قوله: {لعلهم يتذكرون}.
Shafi 356