============================================================
فلزوم الشكوت خير من النط قي وإن كنت في الكلام فصيحا (1) والأصل الثالث : حفظ الأعمال الصالحة ، فإن من لم يصن لسانه، وأكثر الكلام.. يقع لا محالة في غيبة الناس، كما قيل : من كثر لغطه.. كثر سقطه(2) والغيبة هي الصاعقة المهلكة للطاعات، على ما قيل : إن مثل من يغتاب الناس مثل من نصب متجنيقا، فهو يرمي به حسناته شرقا وغربا، يمينا وشمالا.
وبلغنا عن الحسن أنه قيل له : يا أبا سعيد؛ إن فلانا اغتابك، فبعث إليه بطبق فيه رطت، وقال : بلغني أنك أهديت إلي حسنايك ، فأحببت أن اكافئك .
وذكرت الغيبة عند ابن المبارك فقال : لو كنث مغتابا . . لاغتبت أمي؛ لأنها أحق بحسناتي وذكر أنه فات حاتما الأصم ليلة القيام ، فعزته زوجته ، فقال : إن أقواما صلوا بالليل البارحة، فلما أصبحوا. . نالوا مني، فتكون صلاتهم يوم القيامة في ميزاني والأصل الوابع : السلامة من آفات الدنيا ، على ما قال سفيان : لا تتكلم بلسانك ما تكسر به أسنانك.
وقال آخر : لا تبسطن لسانك، فيفسد عليك شأنك ، وأنشدوا : [من الكامل احفظ لسانك لا تقول فتبتلى إن البلاء موكل بالمنطق
Shafi 110