============================================================
العقبة الخامسة وهي عقبة البواعث ثم عليك - يا أخي- بالسير إذا أستقام لك الطريق، وسهلت لك السبيل، وارتفعت العوائق، وزالت العوارض، ولا يحصل لك السير المستقيم الا باستشعار الخوف والرجاء والتزامهما حقهما على حدهما: أما الخوف : فإنما يجب التزامه لأمرين : احذهما : للرجر عن المعاصي ؛ فإن هذه النفس أمارة بالشوء ، مياله إلى الشر، طماحة إلى الفتنة، ولا تنتهي عن ذلك إلا بتخويف عظيم، وتهديد بالغ، ليست هي في طبعها حرة يهئها الوفاءآ، ويمنعها الحياءآ عن الجفاء، وانما هي كما قال القائل: امن مجزوه الكامل] العبذ يقرع بالعصا والعر تكفيه الملامة(1) والتدبير في أمرها : أن تقرعها أبدا بسوط التخويف قولا وفعلا وفكرا، نحو ما ذكر عن بعض الصالحين أن نفسه دعته إلى معصية، فانطلق ونزع ثيابه، وجعل يتمرغ في الرمضاء ويقول لنفسه : ذوقي ، فنار جهنم أشد حرا من هلذه ، اي جيفة بالليل ، وبطالة بالنهار.
والثاني : لثآلا تعجب بالطاعات فتهلك ، بل تقمعها بالذم والعيب والنقص من الأسواء والأوزار التي فيها ضروب الأخطار، وذلك نحو ما ذكر عن النبي
Shafi 198