============================================================
من الخواص والأسرار، وهلذا العلم المحيط بالأمور من جميع الوجوه لا يصلخ إلأ لله رب العالمين ، فلا يستحق إذن أحد أن يكون له الاختيار والتدبير إلأ الله وحده لا شريك له ، ولذلك يقول عز من قائل : { ودتك يخلق ما يشاء ويختارما كا لهم الخيره}، ثم قال تعالى : ورتك يعله ما تكن صدورهم وما يعلنو ولحكي عن بعض الصالحين أنه قيل له عن الله تعالى : سل تعط - وكان موفقا - فقال : إن عالما بجميع الوجوه يقول لجاهل من جميع الوجوه : سل تعط، أيش أعلم ماذا يصلح لي فأسأله ؟! وللكن اختر أنت لي، فهلذه هذه .
الأصل الثاني : ما تقول لو أن رجلا قال لك : أنا أقوم بجميع أمورك ، وأدبر جميع ما تحتاج إليه من مصالحك ؛ ففؤض الأمر كله إلي، واشتغل أنت بشأنك الذي يعنيك، وهو عندك أعلم أهل زمانك ، وأحكمهم وأقواهم، وأرحيهم وأتقاهم، وأصدقهم وأوفاهم ألست تغتنم ذلك وتعده أعظم نعمة، وتمتن منه أكبر منة ، وتقدم له أوفر شكر وأجمل ثناء ؟
ثم إذا اختار لك شيئا لا تعرف وجه الصلاح فيه. . فلا تضجر لذلك ، بل تثق وتطمئن إلى تدبيره ، وتعلم أنه لا يختار لك إلأ ما هو الخير، وما ينظر لك الأ الصلاح كيفما كان الأمر، بعدما وكلت الأمر إليه وضمن ذلك: فما لك إذن لا تفوض الأمور إلى رب العالمين سبحانه وهو الذي يدير الأمر من السماء إلى الأرض ، فهو أعلم كل عالم، وأقدر كل قادر، وأرحم كل راحم، وأغنى كل غني؛ ليختار لك بلطيف علمه وحسن تدبيره ما لا يبلغه علمك ، ولا يدركه فهمك، وتشتغل أنت بشأنك الذي يعنيك في عاقبتك، وإذا اختار لك أمرا لا تعلم وجه سره.. رضيت بذلك ، واطمأننت إليه كيفما كان، فهو الصلاح والخير؟! فتأمل راشدا إن شاء الله تعالى ، وبالله سبحانه التوفيق.
وأما الرضا بالقضاء : فتأمل فيه أصلين مقنعين لا مزيد لك عليهما : أحدهما : ما في الرضا من الفائدة في الحال والمآل .
189
Shafi 189