146

Hanyar Masu Bauta

منهاج العابدين

Nau'ikan

============================================================

فعليك باغتنام هذه الخصلة الشريفة وبذل المجهود فيها.. تكن من الفائزين ، والله تعالى ولي التوفيق بفضله.

فإن قلت : فما حقيقة الصبر وحكمه ؟

فاعلم : أن لفظة الصبر من طريق اللغة : الحبس ، قال الله تعالى : وأصبر نفساك مع الزين يدعوب رتبهم} أي : احبسن نفسك معهم، وإنما يوصف الله تعالى بالصبر على معنى حبه العذاب عن المجرمين فلا يعاجلهم به ثم المعنى الذي هو من مساعي القلب سمي صبرا ؛ لأنه حبس النفس عن الجزع ، والجزع فيما قاله العلماء : ذكر اضطرابك في الشدة ، وقيل : بل إرادة

الخروج عن الشدة بالحكم ، والصبرتركه .

وحصن الصبر: ذكر مقدار الشدة ووقتها، وأنها لا تزيد ولا تنقص ، ولا تتقدم ولا تتأخر، ولا فائدة في الجزع ، بل فيه الضرر والخطر .

وحصن هذا الحصن : ذكر خسن عوض الله تعالى عليه ، وكريم الدخر في ذلك لديه، فهذه هذذه، وبالله التوفيق.

فشتاق (فيما ينبغي أن يكون عليه العبد في تدبير رزقه] فعليك بقطع هذه العقبة الشديدة المنيعة بدفع هذذه العوارض الأربعة وإزاحة

علتها، وإلا.. فلا تدعك تذكر مقصودك من العبادة وتتفكر فيها، فضلا عن أن تدركها وتحصلها، وإن لكل واحد منها شغلا شاغلا عاجلا وآجلا.

ثم إن أعظمها وأعضلها أمؤ هذا الرزق وتدبيره؛ فإنه البلية الكبرى لعاقة الخلق، آتعبت نفوسهم، وشغلت قلوبهم، واكثرث همومهم، وضيعة أعمارهم، وأعظمت تبعاتهم وأوزارهم، وعدلت بهم عن الله تعالى وخدمته إلى خدمة الثنيا وخدمة المخلوقين، فعاشوا في الدآنيا في ظلمة وغفلة، وتعب 18

Shafi 180