============================================================
العقبة الرابعة وهي عقبة العوارض ثم عليك يا طالب العبادة - وفقك الله تعالى - بكفاية العوارض الشاغلة عن عبادة الله تعالى، وسد سبيلها عنك ؛ لثآلا تشغل عن مقصودك ، وقد ذكرنا أنها أربعة: أحذها: الرزق ومطالبة النفس بذلك ، وإنما كفايته في التوكل ، فعليك بالتوكل على الله تعالى في موضع الرزق والحاجة بكل حال ، وذلك لأمرين : أحذهما: لتتفرغ للعبادة، ويتمشى لك من الخير حقه؛ فإن من لم يكن متوكلا . . فلا بد من أشتغاله عن عبادة الله بسبب الحاجة والرزق والمصلحة ؛ إما ظاهرا، وإما باطنا؛ إما بطلب وكسب بالبدن كعامة الراغبين، وإما بذكر وإرادة ووسوسة بالقلب كالمجتهدين المعلقين: والعبادة تحتاج إلى فراغ القلب والبدن ليحصل حقها ، والفراغ لا يكون الأ للمتوكلين ، بل أقول : كل من هو ضعيف القلب ، لا يكاد يطمئن قلبه إلا بشيء معلوم فلا يكاد يتم له أمر خطير من دنيا وآخرة.
وكثيرا ما سمعتث من شيخي أبي محمد رحمه الله تعالى يقول : إنما الأمور تتمشىل في هلذا العالم لرجلين : متوكل، أو متهور.
قلث : وهلذا كلام جامع في معناه ؛ فإن المتهؤر يقصد الأمور على قوة عادة وجرأة قلب، لا يلتفث إلى صارف يصرفه، أو خاطر يضعفه، فتجري له الأمور.
والمتوكل يقصد الأمور على قوة وبصيرة، وكمال يقين بوعد الله سبحانه،
Shafi 155