من نحو خزف ولو ضرب على نحو لبد[٩٥] . أو خمار عليه غبار صح وإن اختلط التراب بغيره فالعبرة للغالب[٩٦] وفروض التيمم
= كالصحراء والطين الرطب لا يمسح بشيء منه، وهذا على رأي من أخذ بظاهر الآية وهو قوله تعالى: ﴿فَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا﴾(١) . وقد اختلف العلماء في هذه الآية اختلافاً بيناً ويمكن حصر أقوالهم في ثلاث حالات :
الحالة الأولى : الجواز أي القول بجواز التيمم على كل شيء حتى على الثلج والكحل والجوهر المسحوق والزرنيخ والطين وغيره.
الحالة الثانية : تضييق دائرة المتيمم به حتى وصل إلى درجة الحرج والضيق كم يرى أن التيمم لا يجوز إلا بتراب الحرث فقط.
الحالة الثالثة : التوسط في هذا الباب وهو جواز التيمم بالتراب وما يتفرع عنه كالرمل والحصا على الأرض السبخة والحائط واللبد والبرذعة ونحو ذلك وأصحاب هذا القول هم الأسعد دليلاً والأقرب إلى قواعد الشريعة وسماحتها وإصابة حكمة مشروعية التيمم والله أعلم(٢).
[٩٥] بكسر اللام من صوف أو غيره سمي به الملصوق بعضه ببعض يجعل على الدابة تحت السرج(٣).
[٩٦] بالاسم أو الوصف .
(١) سورة النساء، من الآية: ٤٣.
(٢) ((الروض المربع مع حاشيته)) لابن قاسم جـ ١/ ٣٢٢، ٣٢٣، ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي ٢٣٧، ٢٣٨، ٢٣٩، ((الاختيارات الفقهية)) لشيخ الإسلام ابن تيمية ص٢٠.
(٣) ((المصباح المنير)) جـ٢ / ٦٦٣ .