ولو أنني - لله در أبيكما-
طليق لسر المسلمين مكانيا أسلمي وزبري أطلقاني فانني
معيد لهذا القيد رجلى كما هي وإن مت كانت حاجة قد قضيتها
وخليت سعدا وحده والأمانيا
قال : ثم أقبل على سلمى (1) امرأة سعد وزبرى جاريته فقال لهما : أطلقاني ولكما الله علي جار وكفيل ، إن أنا سلمت ولم أقتل أن أرجع إليكما واضعا رجلي في هذا القيد كما كانت . فأخرجتاه وأعطتاه الفرس البلقاء ومن سلاح سعد . فسار حتى اختلط بالمسلمين متلثما لايعرف ، فاستل سيفه وجعل يرتجز ويقول : لأضربن بالحسام المرقف
عن دين رب ماجد مؤلف بين قلوب طالما لم تألف
حتى أتاها ببيان أشرف محمد ذو الفضل والترؤف
من عند رب جاء بالتعطف
وفي خبر أبي محجن أنه أخذ الرمح وانطلق حتى أتى الناس ، فجعل لا يحمل فى ناحية إلا هزمهم ، فجعل الناس يقولون : هذا ملك . وسعد يقول : الضبر ضبر (1) البلقاء ، والطعن طعن أبي محجن ، وأبو محجن في القيد . فلما هزم العدو ، رجع أبو محجن فألقى رجله في القيد . فأخبر سعد بما كان من أمره فقال : لا والله ما أبلى أحد من المسلمين ما أبلى في هذا اليوم . لاأضرب رجلا أبلى في المسلمين
Shafi 291