============================================================
والايات كلها آلة القرآن لحاجة العباد إليها، وكلام الله تعالى قائم بذاته ومعناه مفهوم بهذه الأشياء؛ فمن قال بأن كلام الله تعالى مخلوق فهو كافر بالله العظيم، والله تعالى معبود ولا يزال كما كان وكلامه مقروء ومكتوب ومحفوظ من غير مزايلة عنه. انتهى.
ل وقال فخر الإسلام: قد صح عن أبي يوسف أنه قال: ناظرت أبا حنيفة في مسألة خلق القرآن فاتفق رأيي ورأيه على أن من قال بخلق القران فهو كافر، وصح هذا القول أيضا عن محمد رحمه الله؛ وقد ذكر ال والحروف قديم، كما ذهب إليه بعض الجهلة من الحنابلة.
ال وأما ما في شرح العقائد من أنه عليه الصلاة والسلام قال: "القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق، ومن قال: إنه مخلوق، فهو كافر بالله العظيم"(1)، فهو لا أصل له، كما بينت في تخريج أحاديثه، ثم تحقيق الخلاف بيننا وبين المعتزلة يرجع إلى إثبات الكلام التفسي ونفيه، وإلا فنحن لا نقول بقدم الألفاظ والحروف، وهم لا يقولون بحدوث الكلام النفسي، ودليلنا ما مر أنه ثبت بالإجماع وتواتر النقل عن الأنبياء عليهم السلام أنه متكلم، ولا معنى له سوى آنه متصف بالكلام ويمتتع قيام اللفظ الحادث بذاته الكريم، فتعين النفسي القديم.
(1) (القرآن كلام الله غير مخلوق) لا أصل له. قاله القاري.
Shafi 97