============================================================
والذكر، فذهب آبو حنيفة رحمه الله وأحمد وجمهور السلف رحمهم لله الى وصولها؛ والمشهور من مذهب الشافعي رحمه الله ومالك عدم وصولها(1). وذهب بعض أهل البدع من أهل الكلام إلى عدم وصول شيء ألبتة، لا الدعاء ولا غيره، وقوله مردود بالكتاب والسنة واستدلاله بقوله سبحانه: { وأن لتس للانسن إلا ما سعى) [النجم: 39) مدفوع بأنه لم ينف انتفاع الرجل بسعي غيره، وإنما نفى ملكه بغير سعيه، وبين الأمرين فرق بين، فأخبر الله تعالى أنه لا يملك إلا سعيه، وأما سعي غيره فهو ملك لساعيه، فإن شاء أن يبذله لغيره، وإن شاء آن يبقيه لنفسه، وهو سبحانه لم يقل لا ينتفع إلا بما سعى.
ومن الأدلة الدالة على وصول ثواب العبادة المالية حديث جابر رضي الله عنه قال: لاصليت مع رسول الله عيد الأضحى(2)، فلما انصرف أتى بكبش فذبحه، فقال عليه الصلاة والسلام: بسم الله والله أكبر، اللهم هذا عني وعمن لم يضح من أمتي" رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وحديث الكبشين اللذين قال عليه الصلاة والسلام في أحدهما: "اللهم هذا عن أمتي جميعا"، وفي الاخر: "اللهم هذا عن محمد وآل محمد". رواه أحمد.
والقربة في الأضحية إراقة الدم وقد جعلها لغيره، قال: وكذا عبادة الحج بدنية، وليس المال ركنا فيه وإنما هو وسيلة، ألا ترى أن المكي (1) والصحيح عندهما وصولها، والله أعلم.
(2) (صليت مع رسول الله...): أبو داود، أضاحي 8، الترمذي، أضاحي10، أحمد 8/3، ولفظ (عن محمد وال محمد) أبو داود، أضاحي4، أحمد 6/4.
Shafi 376