362

============================================================

وقال الله تعالى: { وما كان لنفين أن تموت إلا يإذن الله كتنبا موجلا) [ال عمران: 145].

وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لاقالت أم حبيبة اللهم متعني بزوجي(1) رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، ل وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية؛ قال: فقال النبي: قد سألت الله لاجال مضروبة وأيام معدودة وأرزاق مقسومة، لن يعجل شيئا قبل حله، ال اوالن يؤخر شيئا عن محله، ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب النار وعذاب القبر كان خيرا وأفضل" .

فالمقتول ميت بأجله، وقد علم الله تعالى وقدر وقضى آن يموت سبب المرض، وهذا يموت بسبب القتل، وهذا بالهدم، وهذا بالهرم، ل وهذا بالغرق، وهذا بالحرق، وهذا بالقبض، وهذا بالإسهال، وهذا بالسم، وهذا بالغم، والله سبحانه خلق الموت والحياة وخلق أسبابهما، ال ولهذا كان أحمد بن حنبل رحمه الله يكره أن يدعى له بطول العمر ويقول: هذا أمر قد فرغ منه. وقد غلم من حديث آم حبيبة رضي الله عنها أن الدعاء يكون مشروعا نافعا في بعض الأشياء، وإن كان الكل تحت التقدير والقضاء.

ثم اعلم آن الروح محدثة مخلوقة مصنوعة مربوبة مدبرة، وهذا معلوم بالضرورة من دين الإسلام أن العالم محدث، ومضى على هذا الصحابة والتابعون حتى نبغت نابغة ممن قصر فهمه في الكتاب والسنة فزعم أنها قديمة، واحتج بأنها روح من آمر الله تعالى، وأمره غير مخلوق، (1) (اللهم متعتي بزوجي رسول الله مسلم، قدر 32، 33، أحمد 81/6.

Shafi 362