337

============================================================

احبك الشيء يعمى ويصم"(1).

وقد ثبت عن إمام الحرمين في نفي صفة العلو قوله كان الله ولا عرش، وهو الآن على ما كان.

ال ومما ينقض القول بالعلو المكاني وضع الجبهة على الأرض مع أنه ليس في جهة الأرض إجماعا. وأما قول بشر المريسي في حال سجوده: سبحان ربي الأعلى والأسفل، فهو زندقة وإلحاد في أسمائه تعالى. ومن الغريب أنه استدل على مذهبه الباطل برفع الأيدي في الدعاء الى السماء وهو مردود، لأن السماء قبلة الدعاء بمعنى آنها محل نزول الرحمة التي هي سبب أنواع النعمة، وموجب دفع أصناف النقمة، ولو كان الأمر كما قال هذا القائل في مدعاه الباطل لوقع التوجه بالوجه إلى السماء، وقد نهانا الشارع عن ذلك حال الدعاء لئلا يتوهم أن يكون المدعو في السماء كما يشير إليه قوله تعالى: { وإذا سألك عبكادى عنى فإنى قريب أجيب دغوة الداع إذا دعان) [البقرة: 186]، وقوله تعالى : (فأينما تولوافظم وجد الله) [البقرة: 115].

ال و قد ذكر الشيخ أبو معين السفي (4) إمام هذا الفن في التمهيد له، من ان المحققين قرروا أن رفع الأيدي إلى السماء في حال الدعاء تعبد محض.

قال شارحه العلامة السغناقي: هذا جواب عما تمسك به غلاة الروافض ال و اليهود والكرامية وجميع المجسمة في أن الله تعالى على العرش.

(1) (حبك الشيء يعمي ويصم) أبو داود 116، أحمد ه/194، 45/6.

(2) أبو المعين ميمون بن محمد التسفي، توفي سنة 08هه مؤلف تبصرة الدلالة في أصول الدين على طريقة الإمام أبي متصور الماتريدي، ويقع في جزاين.

Shafi 337