310

============================================================

فاتلروني أذكول} [البقرة: 152] ونحوه، لخاف من اتضح لعقله عظمة كبريائه وجلاله من آن يسميه تعالى بلسانه في جميع أحواله، إذ يرى آنه أحقر من ذلك؛ فسبحان من تقرب إلى خلقه بفضله وعظيم بره. انتهى.

ال وقد يجمع بين القولين بأنه لا يلزم من الوجوب ما يترتب عليه تركه العقاب، فلا ينافي قوله تعالى في الكتاب: ( وما كنا معذيين حتى نبتعث رسولا) [الإسراء: 15] ولا يحتاج حيثذ إلى تقييد العذاب بالدنيا ولا إلى تعميم الرسول للعقل والنقل.

قال ابن الهمام: وثمرة هذا الخلاف تظهر فيمن لم تبلغه دعوة ال رسول فلم يؤمن حتى مات فهو مخلد في النار على قول المعتزلة، والفريق الأول من الحنفية دون القريق الثاني منهم والأشاعرة، وإذا لم يكن مخاطبا بالاسلام عند هؤلاء فأسلم أي وحد هل يصح إسلامه بمعنى آنه يثاب في الآخرة؟ عند الحنفية نعم كإسلام الصبي الذي يعقل معنى الإسلام والتكليف.

ال وذكر بعض المشايخ الحنفية أنه سمع أبا الخطاب من مشايخ الشافعية يقول: لا يصح إيمان من لم تبلغه دعوة كإيمان الصبي عتدهم، اي على القول المرجح من مذهبهم خلافا للائمة الثلاثة، لأن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم دعا عليا إلى الإسلام فأجابه، مع الإجماع على ان عباداته من صلاة وصوم وتحوهما صحيحة.

وأما ما نقله البيهقي من أن الأحكام إنما علقت بالبلوغ بعد الهجرة عام الخندق، وأما قبل ذلك فكانت منوطة بالتمييز، فمحتاج إلى بيان ذلك

Shafi 310