102

============================================================

هو القرآن كلامه سبحانه، لأن كلماتهما وآياتهما أدلة كلامه وعلامات مرامه، ولأن مبدأ نظمهما من الله تعالى؛ ألا ترى أنك إذا قرأت حديثا من الأحاديث قلت هذا الذي قرأته وذكرته ليس قولي بل قول الرسول الله لق لأن مبدأ نظم ذلك القول من الرسول عليه الصلاة والسلام، ومنه قوله تعالى : {* أفلظمعون أن يومثوا لكم وقد كان فريق تنهم يسمعون كللم الله) [البقرة : 75]، وقوله عز وجل: وإن أحد من المشركير استجارلك فأجزه حق يسمع كلم الله ثر ا تلغه مأمنه) [التوبة: 26 .

ال واعلم أن ما جاء في كلام الإمام الأعظم وغيره من علماء الأنام من تكفير القائل بخلق القرآن، فمحمول على كفران النعمة لا كفر الخروج من الملة، بخلاف المعتزلة في هذه المسألة، بل التحقيق أن لا نزاع في هذه القضية، إذ لا خلاف لأهل السنة في حدوث الكلام اللفظي، ولا نزاع للمعتزلة في قدم الكلام النفسي لو ثبت عندهم بالدليل القطعي. وأما حديث: لامن قال: إن القرآن مخلوق فقد كفر" فغير ثابت، مع آنه من الآحاد وقابل للتأويل في بيان المراد، والقول بأن المراد بالمخلوق المختلق بمعنى المفتري: لومع هذا لا يجوز لأحد أن يقول: القرآن اللفظي مخلوق؛ لما فيه ال من الإيهام المؤدي إلى الكفر، وإن كان صحيحا في نفس الأمر باعتبار بعض إطلاقات القرآن؛ فإنه يطلق على القراءة كقران الفجر، ويطلق على المصحف كحديث: "لا تسافروا بالقرآن في أرض العدو"(1)، ويطلق على (1) (لا تسافروا بالقرآن)، البخاري، جهاد 129، مسلم، إمارة 193 . قال العلماء

Shafi 102