99

Minah Makkiyya

Nau'ikan

============================================================

مع عظم صورته وأن له ست مثة جناح تسد الأفق في صورة رجل. غير بعيد؛ لأن الأجسام النورانية تقبل الانضمام حتى تصغر الصورة جذا، كما أن القطن يقبل الانكباس فتصير الصورة الكبيرة منه صغيرة، وهلذا أولى من قول بعضهم : إن صورته الأصلية باقية على حالها، وصورة الرجل صورة أخرى له، وروحه متعلقة بهما؛ أي : كما في الأبدال الذين تتعدد صورهم في الوجود وروحهم واحدة، والتكليف حينئذ مناط بأي صورة أرادها الإنسان: يأتيه مثل صلصلة الجرس وهو أشده عليه(1)، ولذا كانت ناقته صلى الله عليه وسلم تبرك به، وكان رأسه على فخذ زيد بن ثابت فكادت ترض من شدة الثقل ، حتى انه يقول : (لا أمشي بعد اليوم على رجلي أبدا)(2).

يأتيه على صورته الأصلية ، ووقع له ذلك مرتين كما في (سورة النجم)(3).

كلام الله تعالى له بلا واسطة كموسى، واختص بالكليم ؛ لأن ذلك وقع له وهو بالأرض، ونبينا صلى الله عليه وسلم إنما وقع له ذلك وهو كقاب قوسين أو آدنى وصح عن الشعبي: أنه صلى الله عليه وسلم وكل به إسرافيل، فكان يتراءى له ثلاث سنين، ويأتيه بالكلمة من الوحي والشيء، ثم وكل به جبرائيل فجاءه بالقرآن(2).

ثم وصف آيات الوحي بأنهن (ما لهن انمحاء) من: محا يمحو ويمحي ويمحى كذا ذكره بعضهم، وعبارة " القاموس" : (محاه يمحوه ويمحاه: أذهب أثره، وامحى كادعى، والمحو: السواد في القمر) اه ملخصة: والمعنى ههنا : أي : ما لهن ذهاب ولا تغير، كيف وقد تكفل الله تعالى لهلذه الشريعة الغراء بأنها باقية على ممر الدهر إلى أن ينزل عيسى عليه السلام فيحكم بها، ثم تضمحل عند قيام الساعة بموت الطائفة الذين أخبر الصادق بأنهم لا يزالون قائمين (1) أخرج ذلك البخاري (2)، ومسلم (2333)، وابن حبان (38)، والترمذي (3234) والنسائي (146/2)، وغيرهم (2) أخرجه الطبراني في " الكبير "(142/5)، وفي " الأوسط (1934).

(3) أخرجه البخاري (4855)، ومسلم (177)، والترمذي (3278)، وأحمد (407/1) 4) أخرجه أبو عمر بن عبد البر في " الإستيعاب " (15/1)

Shafi 99