============================================================
ذلك : الحديث الصحيح أنه صلي الله عليه وسلم قال : " إني عبد الله خاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته ، وسأخبركم عن ذلك ، أنا دغوة أبي إيراهيم ، وبشارة عيسى ، ووويا أمي التي رأت ، وكذلك أمهات الأنبياء يرين"(1) ، وأن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رآت حين وضعته نورا أضاء له قصور الشام: وفي رواية عنها قالت : (رأيت كأنه خرج من فرجي شهاب أضاءت له الأرض حتى رأيت قصور الشام)، وفي آخرى : (رأيت ليلة وضعه نورا أضاءت له قصور الشام حتى رأيتها)، وفي أخرى : (لما ولدته.. خرج من فرجي نور أضاء له قصور الشام، فولدته نظيفا ما به من قذر)(2)، وفي أخرى : (لما فصل مني:. خرج منه نور أضاء له ما بين المشرق والمغرب)، وفي رواية الشفاء السابقة: (وأضاء لي ما بين المشرق والمغرب حتى نظرت إلى بعض قصور الروم) ولا ينافي هلذه الروايات رواية: أنها رأت مثل ذلك عند ابتداء وضعه؛ لأن تلك الإضاءة وقعت مرتين، عند حمله وعند ولادته، زيادة في البشارة بظهوره وظهور دينه وخصت الشام بالذكر في أكثر الروايات لما اختصت به من سبق نور نبوته إليها، ومن ثم نقل كعب عن الكتب السالفة أنها دار ملكه؛ أي: باعتبار سبقه إليها قبل نظرائها، ولذا أسري به صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس منها، كما هاجر إليها ابراهيم ولوط، وبها ينزل عيسى عليه السلام، وهي أرض المحشر والمنشر: فائدة: صح عند الضياء : أنه صلى الله عليه وسلم ولد مختونا مقطوع السرة حتى لا يرى أحد سوءته(3)، زاد الحاكم : أن ذلك تواترت به الأخبار، واعترضوا التصحيح بأنها كلها ضعيفة، والتواتر بأنها إذا لم تصح كما تقرر.. فكيف تتواتر(4)؟
قيل : على أن كثيرا من الناس ولد مختونا فلا خصوصية فيه ، بل قال ابن الكلبي : إن آدم واثني عشر نبيأ بعده ولدوا مختونين، وروى بعض الحفاظ بسنده إلى ابن عباس (1) أخرجه ابن حيان (6404)، وأحمد (127/4)، والطبراني في " الكبير "(252/18).
(2) أحرج هذذه الروايات ابن سعد في "الطيقات " (102/1)، وانظر "السيرة النبوية" (154/1 (3) الاحاديث المختارة (1864) (4) انظر " المستدرك " وبهامشه " التلخيص "(602/2) 12
Shafi 67