402

Minah Makkiyya

Nau'ikan

============================================================

(279 فغله كله جميل وهل يذ ضع إلا بما حواه الإناء (فعله) صلى الله عليه وسلم (كله جميل) لصدوره على أمتن قوانين الاعتدال، وأحق موازين الكمال (و) لا بدع في ذلك ؛ إذ (هل) أي : ما (ينضح) أي : يسيل مما فيه على ظاهره (إلا بما حواه) عائد على متقدم الرتبة، وهو (الإناء) أي: لا ينضح الإناء إلا بما فيه، فمن امتلأ إناء قلبه خيرا. كانت أفعاله المشبهة بما ينضحه الإناء كلها خيرا، ومن امتلأ إناء قلبه شرا.. كانت أفعاله كلها شرا، وليس أحد متحليا بمعالي هذه الصفات الباهرة. إلا تبينا صلى الله عليه وسلم: وهذذا من التذييل ، ومنه قوله تعالى : وهل ثحزى إلا آلكفور} ويصح أن يكون من التتميم ، وفيه التلميح إلى المثل السائر ، وهو : كل إناء بالذي فيه ينضح (1).

0 أطرب الشامعين ذكر علاه يا لراح مالث به الندماء (أطرب السامعين) أي: أسرهم وأفرحهم ونشطهم إلى محبته واتباعه وامتثال جميع ما برز من حضرته صلى الله عليه وسلم (ذكر علاه) لأنهم يجدون لذلك رونحة تفوق رونحة الراح (يا) حرف استغاثة (لراح) أي : خمر، مستغاث، ولذا فتحت لامه، سميت بذلك؛ لأن شاربها يستريح ويرتاح من هموم الدنيا ما دام سكرانا بها (مالت) أي: سكرت وتواجدت (به) أي : الراح المستعار لذكر علاه صلى الله عليه وسلم، فهو مذكر لفظا ومعنى، فاندفع ما قد يقال : الراح: الخمر، وهي مؤنثة، وتذكيرها شاذ (الندماء) أي: شاربو الخمر، سموا بذلك؛ لأنهم يتنادمون؛ أي : يتخاطبون عليها بالأشعار التي فيها مدحها وغير ذلك، وفي هذا استعارة تصريحية، واستعارة ترشيحية؛ لأنه شبه ذكر علاه في إطرابه لسامعيه بالراح في إطرابها لشاربها، (1) هو في " مجمع الأمثال" للميداني (70/3) ولفظه: (كل إناء يرشح بما فيه) ويروى: (ينضح).

Shafi 402