393

Minah Makkiyya

Nau'ikan

============================================================

أهل السماء، وضربت أطتاب عزه على مناكب الجوزاء ، ودخل الناس في دين الله أفواجا، وأشرق به وجه الدهر ضياء وابتهاجا: وسبيها: أنه وقع الصلح بالحديبية: أنه صلى الله عليه وسلم لا يتعرض لمن دخل في عقد قريش، وأنهم لا يتعرضون لمن دخل في عقده، وكان ممن دخل في عقده خزاعة، وفي عقدهم بنو بكر، وكانا متعاديين، فخرج بعض بني بكر وبني خزاعة فاقتتلوا، فأمد قريش بني بكر، فخرج أربعون من خزاعة إليه صلى الله عليه وسلم يخبرونه ويستنصرونه، فقام صلى الله عليه وسلم وهو يجر رداءه ويقول: "لا نصرت إن لم أنصركم بما أنصر به نفسي " ولما أحس أبو سفيان بمجيئهم.. جاء إلى المدينة ليجدد العهد ويزيد في المدة، فأبى النبي صلى الله عليه وسلم، فرجع، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في عشرة آلاف، ثم لحقه ألفان لليلتين من رمضان سنة ثمان، فلما كان بقديد.. عقد الألوية والرايات، ودفعها إلى القبائل، ثم لما نزل مر الظهران.. أمرهم أن يوقدوا عشرة آلاف نار، فوافاهم أبو سفيان أرسلته قريش ليأخذ لهم أمانا؛ لعلمهم بتجهيزه صلى الله عليه وسلم إليهم، فلما رأى تلك النيران.. أبهره أمرها، فأدركه الحرس، فأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم بعد تمنع وتهديد، فسأل العباس رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم أن يظهر له فخرا في قومه ، فقال صلى الله عليه وسلم : 8 من دخل دار أبي سفيان.. فهو آمن" وقال للعباس : " أخبسه عند خطم الجبل حتى ينظر إلى المسلمين " وفي رواية : " أخبسه عند مضيق الوادي حتى تمر به جنود الله فيراها" فحبسه ، فمرت به القبائل كتيبة كتيبة وهو يسأل عن كل، فيبينها له العباس، فيقول: ما لي ولها؟ ولما مرت به كتيبة الأنصار وصاحب رايتها سعد بن عبادة. قال له سعد: يا أبا سفيان؛ اليوم يوم الملحمة- أي: الحرب - اليوم تستحل الحرمة - أي: الكعبة- فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فأمره على لسان علي كرم الله وجهه بدفع الراية لابنه قيس، وأخبر أبا سفيان أنه لم يأمر بقتل قريش، وأن اليوم يوم المرحمة، وأن الله يعز قريشا، وخشي سعد آن ابنه يقع منه شيء أيضأ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فدفعها للزبير، وكانت راية النبي صلى الله عليه وسلم في كتيبة المهاجرين مع الزبير أيضا، فبعثه ومعه المهاجرون وخيلهم، وأمره أن يدخل من أعلى مكة، وأن يغرز

Shafi 393