322

Minah Makkiyya

Nau'ikan

============================================================

قالوا: ساحر، قال: ما هو بنفثه ولا بعقده، وما أنتم قائلون من هذا شيئا. إلا وأنا أعلم أنه باطل (1).

وروى الحاكم : أن هلذا الشقي لما رق لقراءة القرآن عليه. . جاءه اللعين أبو جهل فقال : يا عم، إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا ؛ لأنك أتيت محمدا للمال، فقال : قد علموا أني من أكثرهم مالا، قال : فقل فيه ما يعلم قومك أنك كاره له، فقال : ماذا أقول ؟ وذكر ما مر من مدح القرآن، قال : لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه، قال : فدعني حتى أفكر، فلما فكر قال : هلذا سحر يؤثر(2)؛ أي: ينقله عن غيره: فتأمل قضاء هلؤلاء الأشقياء على أنفسهم بالعناد المحض، والسفساف القبيح(3)، والتقول الباطل، ومع ذلك لم يزدادوا إلا ضلالا وعنادا، وطغيانا وفسادا وما أحسن ما قيل: لو وجد مصحف بفلاة. لشهدت العقول السليمة بأنه من عند الله، فكيف وقد جاء على يدي أصدق الخلق صلى الله عليه وسلم، وقال: إنه من عند الله، وتحداهم بأقصر سورة منه، فعجزوا؟ا هذا وقد علم مما تقرر وجوه الإعجاز إجمالا، وأما تفصيلها. . فقد بينها الأئمة بما حاصلها: آنه ينحصر مقصود إعجازه في آمور آربعة، وعدها بعضهم آكثر من ذلك، وهو يرجع إلى ما قلناه أحدها: ما فيه من الايجاز والبلاغة والتراكيب بحيث وصل في كل منها ومن مراتب البلاغة فيها إلى المرتبة العليا لفظأ ومعنى؛ لصدوره ممن أحاط علمه بجميع مراتب الألفاظ ومعانيها، فلا يضع لفظة عقب لفظة إلا إذا لم يوجد غيرها أبلغ ولا أنسب منها، وغيره ليس كذلك ، ومن ثم لما سمع أعرابي قوله تعالى : فأصدغ بما تؤم.. سجد وقال : سجدت لفصاحة هلذا الكلام ، ولما سمع نصراني قوله تعالى : { ومن يطع ألله ورسوله ويخش الله ويتقه . .) الآية .. قال : جمعت هلذه الآية ما أنزل على عيسى من أمر الدنيا وأمر الآخرة: (1) دلائل النبوة (199-198/2).

(2) المستدرك (506/2) (3) الشفساف : الرديء من كل شيء ، والأمر الحقير

Shafi 322