305

Minah Makkiyya

Nau'ikan

============================================================

فقوله صلى الله عليه وسلم : "حرمت المدينة " أي: نزل تحريمها على لساني ولم يسبق زمتي، بخلاف مكة، فإن تحريمها من يوم خلق الله السماوات والأرض، كما في حديث البخاري وغيره، فحديث البخاري وغيره أيضا : أن إبراهيم حرم مكة(1) .

معناه: أظهر حرمتها لا غير، جمعا بين الحديثين، فإنه متعين ما أمكن، وليس الكلام فيما أنشىء حرمته ، وإنما الكلام فيما غرفت حرمته من قبل على لسان غيره من الأنبياء عليه وعليهم الصلاة والسلام، لكن ازدادت حرمته ببركة حلوله به، ومشيه فيه، ففضل غيره حينئذ.

ففضل مكة وبيت المقدس ليس لتقدم حرمتهما قبله صلى الله عليه وسلم، بل لأجل حلوله ومشيه فيهما وبين (حظي) و(حظه) ك( ورمت) و( رمي) تجنيس شبه الاشتقاق.

ومن أوصافها أيضا أنها 179 ورمث إذ رمى بها ظلم اللي حل إلى الله خوفه والرجاء (ورمت) كما في حديث "الصحيحين" : أنه صلى الله عليه وسلم قام من الليل حتى تورمت قدماه، فقيل له: أتتكلف هذذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فقال : " أفلا أكون عبدا شكورا؟1 "(2).

وفي رواية لهما عن عائشة رضي الله عنها : قام نبي الله صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه، وفي رواية: حتى تفطرت قدماه، فقلت له : لم تصنع هلذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فقال : "أفلا أكون عبدا شكورا ؟1" فلما بدن وكثر لحمه.. صلى جالسا ، فإذا أراد أن يركع. قام فقرأثم ركع (3).

و(الفاء) للسببية ، والتقدير: اأترك تهجدي فلا أكون عبدا شكورا ؟! والمعنى : (1) البخاري (2129) (2) البخاري (4836)، ومسلم (79/2819) (3) البخاري (4837)، ومسلم (2820)

Shafi 305