265

Minah Makkiyya

Nau'ikan

============================================================

ورمى بألحصى فأقصد جيشا ما العصا عنده وما الإلقاء (و) من معجزاته صلى الله عليه وسلم أيضا آنه في غزوة بدر وغزوة حنين (رمى) أعداءه (بالحصى فأقصد) أي: أصاب فأهلك، ففي " القاموس" : (أقصد السهم : أصاب فقتل مكانه) (جيشأ) عظيما كانوا تألبوا عليه حتى ظن ظان أنهم لا يبقون أحدا من المسلمين، وبيان ذلك: أنه لما التقى الجمعان يوم بدر.. تناول صلى الله عليه وسلم كفأ من الحصى، فرمى به في وجوههم وقال: "شاهت الوجوه" أي: قبحت وانهزمت، فلم يبق مشرك - مع كثرتهم وقلة ذلك الحصى - إلا دخل في عينيه ومنخريه منها شيء، فانهزموا(1)، فقتل الله من قتل من صناديد قريش ، وأسر من أسر من أشرافهم: قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله تعالى : وما رميك إذرميت ولكب الله رى}: هلذا يوم بدر، أخذ صلى الله عليه وسلم ثلاث حصيات، فرمى بحصاة في ميمنة القوم، وبحصاة في ميسرة القوم، وبحصاة بين أظهرهم، وقال : "شاهت الوجوه"، فانهزموا(2) وكذلك روى غير واحد: آنها نزلت في رميه يوم بدر، وإن كان رمى في غيره، ولأهل الجبر في هلذه الأية غلط لا بأس بذكره ثم رده، قالوا : فيها سلب فعل النبي صلى الله عليه وسلم عنه وإضافته إلى ربه، وهو عين الجبر، وإبطال نسبة أفعال العياد إليهم، وليس كما زعموا، وإلا.. لزمهم أن لا تكليف ولا عقاب، وسر ما في الآية : أن تلك الرمية من البشر لما لم تبلغ هذا المبلغ .. كان منه صلى الله عليه وسلم مبدؤها، وهو الحذف، ومن الرب تعالى نهايتها، وهو الايصال، فأضاف إليه رمي الحذف الذي هو مبدؤه، ونفى عنه رمي الإيصال الذي هو نهايته ونظير هلذا : في الآية نفسها : فلم تقشلوهم ولكرج الله قتلهر} فأخبر تعالى أنه (1) أخرجه الطبراني في 0 الكبير" (203/3) بنحوه.

(2) أخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " (136/9).

و

Shafi 265