============================================================
وأما قول بعض الملاحدة : لو وقع هلذا. لنقل متواترا واشترك أهل الأرض كلهم في معرفته ولم يختص بها أهل مكة؛ لتوفر الدواعي على نقل العجاتب.. فهو من تهوراته؛ لأن ما قاله إنما يتوجه لو كان نهارا، أو أول الليل والناس مستيقظون ، أما إذا وقع لحظة والناس - إلا الفذ(1) - قد ناموا، ومن لم ينم لم ينظر إلى السماء.. فلا يلزم ما ذكره بوجه، على أن الإجماع الموافق للقرآن والسنة لا يخدش فيه مثل هلذه التخيلات الفاسدة، وكأن هذا الملحد لم يسمع بما هو الواقع البديهي : آن الكسوف قد يدركه أهل قطر دون أهل قطر آخر: وما قيل: إن القمر دخل في جيبه صلى الله عليه وسلم وخرج من كمه.. باطل لا أصل له تنبيه: البدر: القمر ليلة أربعة عشر، وظاهر تعبير الناظم به دون القمر : أن الشق كان ليلة أربعة عشر، ولم أر له في ذلك سلفا، ولعله أراد بالبدر مطلق القمر، سمي بذلك ، لأنه يبادر الشمس بالطلوع ، كأنه يعجلها المغيب ، وقيل: لتمامه.
ويناسب هذه المعجزة رد الشم له صلى الله عليه وسلم بعدما غابت حقيقة لما نام صلى الله عليه وسلم ورآسه في حجر علي بالصهباء قرب خيبر حتى غابت الشمس ولم يمكنه إيقاظه؛ لاحتمال أنه يوحى إليه، فلما استيقظ. سأله صلى الله عليه وسلم: أصلى العصر؟ قال : لا، فدعا الله أن يردها عليه؛ لأنه كان في طاعة الله ورسوله، فردت ليصلي العصر أداء؛ كرامة له صلى الله عليه وسلم، وهذا الحديث طعن قي صحته جماعة، بل جزم بعضهم بوضعه، وصححه اخرون وهو الحق، وقول آسماء في الرواية الصحيحة : (فرأيت الشمس بعدما غربت حتى وقعت على الجبال وعلى الأرض، فقام علي فتوضأ وصلى العصر، ثم غابت).. ردلزعم: أنها وقفت ولم ترد، ولزعم: آن حركتها إنما أبطأت فقط، وفي رواية سندها حسن: أمر صلى الله عليه وسلم الشمس فتأخرت ساعة من نهار، ومر آنها ردت عليه بعد الإسراء لما أخبرهم بعيرهم ولا يعارض ذلك كله الحديث الصحيح : " لم تخبس الشمس على أحد إلآ ليوشع (1) القذ : الفرد، والمراد به هنا : القليل أو النادر.
Shafi 261