258

Minah Makkiyya

Nau'ikan

============================================================

وتفجير الماء من الحجر. . أعطي نبينا تفجيره من بين أصابعه (1)، وهو أبلغ ؛ لأن الحجر من جنس الأرض التي ينبع منها الماء : والكلام.. أعطي نبينا مثله ليلة الإسراء، وزيادة الدنو، والرؤية بعين البصر، وشتان بين جبل الطور الذي نودي موسى عليه وما فوق العرش الذي نوجي نبينا عليه وهارون الفصاحة.. أعطي نبينا أبلغ منها وأبهر، على أنها في العبرانية، والعربية افصح منها، ومن ثم لم تكن فصاحته معجزة، بخلاف فصاحة نبينا صلى الله عليه وسلم، فإنها معجزة عند بعضهم ، وكذا عند الكل، لكن بالنسبة لما اشتملت عليه من الإخبار بالمغيبات، ولم يتحد نبي بها إلا نبينا، ولقد قال له بعض أصحابه: ما رأينا الذي هو أفصح منك! فقال : " وما يمنعني وإنما أنزل القرآن بلساني ، لسان عربي مبين 14"(2).

ويوسف شطر الحسن، وتأويل الرؤيا. أعطي نبينا الحسن كله، كما في الحديث، وعبر عن المرائي فوقعت كما عبر ما لا يدخله الحصر، وتعبير يوسف إنما كان في ثلاث مرائي ، كما في (سورته) وداوود تليين الحديد.. أعطي نبينا أن العود اليابس اخضر بين يديه ، وأن شاة أم معبد درت ببركة يده ولم تلد قط كما مر.

وسليمان كلام الطير.. أعطي نبينا أنه كلمه الحجر، وسبح في كفه الحصى، وكلمه ذراع الشاة المسمومة، والظبي، وشكا إليه البعير.

والريح التي غدوها شهر ورواحها شهر.. أعطي نبينا البراق، وهو أسرع من الريح، بل من البرق الخاطف، فحمله من الفرش إلى العرش في لحظة واحدة، وأقل مسافة ذلك قريب سبعة آلاف سنة، وما فوق العرش إلى المستوى والرفرف..

لا يعلمه إلا الله تعالى وأيضأ الريح سخرت لسليمان لتحمله إلى نواحي الأرض، ونبينا صلى الله عليه (1) أخرجه البخاري (200)، ومسلم (2279).

(2) اخرجه الرامهرمزي في " أمثال الحديث * (ص 156)

Shafi 258