251

Minah Makkiyya

Nau'ikan

============================================================

وأيضا فهو صلى الله عليه وسلم برز للشمس في عرفة ولم يظلل؛ إشارة إلى أن السنة للمحرم أن يبرز للشمس ، وظلل عند الرمي إشارة إلى أنه لا يسن البروز للشمس هنا، كذا ذكروه، وعليه فلا إشكال أصلا، ومرت قصة تظليل الغمامة ورواياتها في شرح قوله: وأتاها آن الغمامة والسر ح أظله منهمسا أفياء وإذا تقرر أن كل فضل مستمد من فضله، وأن نوره يمحو الظل على ما سبق في معناه. علم أنه قد خفيث عنده الفضائل وأنجا بت به عن عقولنا الأفواء (خفيت عنده) آي: في جنب ما أوتيه صلى الله عليه وسلم (الفضائل) التي أوتيها غيره من الإنس والملائكة والجن (و) أنه قد (انجابت) أي : انكشفت (به) آي: بسبب ما بثه فينا من علومه وآدابه وأخلاقه (عن عقولنا) معشر أمة الإجابة والعقل لغة: المنع، واصطلاحا: غريزة يتبعها العلم بالضروريات عند سلامة الآلات، وفيه خلاف طويل أشار إليه في " القاموس" ، وعبارته : (العقل : العلم، أو بصفات الأشياء خسنها وقبحها، وكمالها ونقصانها، أو العلم بخير الخيرين وشر الشرين، أو مطلق لأمور، أو لقوة بها يكون التمييز بين القبيح والحسن، ولمعان مجتمعة في الذهن، يكون بمقدمات يستتب بها الأغراض والمصالح، أو لهيئة محمودة للإنسان في حركاته وكلامه، والحق: أنه نور روحاني، به تدرك النفوس العلوم الضرورية والنظرية، وابتداء وجوده عند اجتنان الولد، ثم لا يزال ينمو إلى أن يكمل عند البلوغ) اه (الأهواء) أي: الضلالات والنقائص، فلم يقع في ورطة شيء منها، كما وقع فيها من أعرض عن الهدى، وسلك سبيل الردى ثم استدل على ذلك الخفاء وكشف الهوى بما أفاده الاستفهام الاستنكاري، فقال على طريق اللف والنشر المرتب :

Shafi 251