242

Minah Makkiyya

Nau'ikan

============================================================

المعصومين إلى زخرف الدنيا وزينتها وهي وما فيها إنما خلقت لأجله كما صرح به الخبر السابق ؟1 تتبيه : قوله هنا : (مستقل...) إلخ أحسن من قوله ثم : (واكدت زهده فيها ضرورته..) لأن بعض العلماء أنكر وصفه صلى الله عليه وسلم بالزهد، ويؤيده قول محمد بن واسع وقد قيل له : فلان زاهد، فقال : وما قدر الدنيا حتى يزهد فيها ؟!

وإذا أنكر وصفه بالزهد.. فالضرورة من باب أولى، وفي " السيف المسلول" للتقي السبكي عن الشفا" وأقره : أن فقهاء الأندلس أفتوا بإراقة دم من وصفه صلى الله عليه وسلم في آثناء مناظرته باليتيم، ثم زعم آن زهده لم يكن قصدا، ولو قدر على الطيبات.. أكلها(1).

وذكر البدر الزركشي عن بعض الفقهاء المتأخرين : أنه كان يقول : لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فقيرا من المال قط، ولا حاله حال فقير، بل كان أغنى الناس بالله، فقد كفي أمر دنياه في نفسه وعياله، وكان يقول في قوله صلى الله عليه وسلم: " أللهم ؛ أحيني مسكينا "(2) : إن المراد به : استكانة القلب ، لا المسكنة التي هي : أن لا يجد ما يقع موقعا من كفايته، وكان يشدد النكير على من يعتقد خلاف ذلك . اه ولوقال : لا المسكنة المرادفة للفقر، أو المقابلة له. لكان أنسب لغرضه.

وأما خبر: "الفقر فخري وبه أفتخر". فموضوع (2)، وقد صح : أنه صلى الله عليه وسلم استعاذ من فتنة الفقر كما استعاذ من فتنة الغني(2).

فائدة: اكثر القرآن مشتمل على ذم الدنيا وصرف الخلق عنها ودعوتهم إلى الأخرة، بل هذا هو المقصود بالذات من سائر الشرائع، كيف وهي عدوة لله؛ لقطعها طريق الوصول إليه، ولذلك لم ينظر إليها منذ خلقها، وعدوة لأوليائه؛ لأنها تزينت لهم بزينتها حتى تجرعوا مرارة الصبر في مقاطعتها، وعدوة لأعدائه؛، لأنها (1) انظر الشفا"(ص 769) (2) أخرجه الترمذي (2275)، وابن ماجه (4116)، والبيهقي في " السنن الكبري" 7/ 12) وغيرهم (3) انظر " تلخيص الحبير" لابن حجر (109/3)، و1 المصنوع" ( ص 128) (4) أخرجه البخاري (6368)، ومسلم (4877)

Shafi 242