218

Minah Makkiyya

Nau'ikan

============================================================

وأما طيب ريحه وعرقه وفضلاته.. فكان في ذلك الغاية العليا وإن لم يمس طيبأ كما صح عن أنس وغيره(1)، وروى أبو يعلى والطبراني : أن رجلا استعان به في تجهيز بنته، فاستدعى بقارورة وسلت فيها من عرقه الشريف، وقال : " مرها فلتتطيت به "، فكانت إذا تطيبت به.. شم أهل المدينة ذلك الطيب، فسموا بيت المطيبين(2)، ومر أنه كان إذا مر بطريق فمر الناس منه.. وجدوا ريحه، وعرفوا بذلك آنه مر منه (3).

وحديث: خلق الورد من عرقه، أو من عرق جبريل، أو من عرق البراق..

موضوع(4)، وجاء من وجه غريب : ( أن ما كان يخرج منه صلى الله عليه وسلم تبتلعه الأرض)(5) وأيده الحافظ عبد الغني بأن أحدا من الصحابة لم يذكر أنه رآه، بخلاف البول، فإنهم كانوا يستشفون به كدمه، ومن ثم اختار جماعة من آئمتنا طهارة جميع فضلاته (و) أما (نومه).. فهو (الإغفاء) أي : أخف النوم بحيث لا يستغرق؛ لأن الاستغراق إنما يتولد عن نوم القلب وغفلته المتولد عن الشبع المفرط، وهو صلى الله عليه وسلم- كسائر الأنبياء - كان تنام عينه ولا ينام قلبه، كما صح عنه صلى الله عليه وسلم(2)، ومن ثم لم ينتقض وضوعه صلى الله عليه وسلم بالنوم، وسر ذلك كمال حياة قلبه ويقظته، ودوام شهوده لربه، ومن ثم كان صلى الله عليه وسلم إذا نام.

لا يوقظ؛ لأنه لا يدرى ما هو فيه، ولا ينافيه نومه صلى الله عليه وسلم بالوادي عن صلاة الصبح حتى حميت الشمس(1)، لأن رؤيتها من وظيفة العين، والقلب إنما يدرك نحو الحدث والألم مما يتعلق به دون العين، فهي نائمة والقلب يقظان، وكأنه (1) أخرجه البخاري (1973)، ومسلم (2330)، وغيرهما (2) مسند أبي يعلى (6295)، المعجم الأوسط (2916) (3) أخرجه أبو يعلى (3125).

(4) انظر " المصنوع " لملا علي القاري (ص 70) و(ص 203) 5) ذكره الديلمي في " الفردوس "(53/1) (2) أخرجه البخاري (138)، ومسلم (763) () أخرجه البخاري (344)، ومسلم (182)

Shafi 218