============================================================
يخالط سوادها نقط بيض، وهي أعظم الحيات أذي، ووجه قصورها عنها في الافضاء إلى القتل : أن الحية قد يقع البرء من لسعتها ، بخلاف تلك الخدشة ، فإنها كانت قاتلة له حتما؛ لأنها أثر تلك الدعوة عليه المقبولة.
ثم رأيت بعضهم قال : (وإنما كان ما أصاب الوليد أعظم ، لأن الحية إنما تهلك بواسطة السم، وهذا بلا واسطة) اه وما ذكرته أوضح وأحسن كما لا يخفى.
92 وقضت شؤكة على مهجة العا صي فلله النقعة الشؤكاء (وقضت شوكة) دخلت في أخمص رجل العاصي (على مهجة العاصي) بن وائل بن هشام بن سعد، بن سهم، فهو سهمي؛ آي: قتلته قتلأ عجيبا، ومن ثم عقبه بما يفيد التعجب فقال : (فلله) هذذه (النقعة) من قولهم: الناس نقائع الموت؛ أي: أنه يجزرهم كما يجزر الجزار النقيعة (الشوكاء) من قولهم: بردة شوكاء؛ أي: حشنة الملمس؛ أي: ما أعجب هلذه القتلة الشديدة التي حصلت له من تلك الشوكة القليلة التأثير عادة، فلله درها من شوكة نحرته في أسرع وقت !
وعلى الحارث القيوح وقذ سا ل بها رأشه وساء ألوعاء (و) قضت (على الحارث) مولى الطلاطلة بالموت الفظيع (القيوح) جمع قيح، وهو : المادة البيضاء التي لا يخالطها دم (و) الحال أنه (قد سال بها رأسه وساء) أي : قبح ذلك الرأس الذي هو (الوعاء) لتلك القيوح القاتلة لصاحبه . وبين (سال) و(ساء) الجناس الناقص(1)، وفي الختم بل ساء الوعاء) التذييل: هلؤلاء الملاعين (1) لو قال : الجناس اللاحق. لكان أولى؛ لأن الناقص : ما كان في إحدى كلمتيه نقص حرف أو حرفين عن الأخرى، أما إذا كان الاختلاف في حرفين متباعدي المخرج كما هنا. فهو اللاحق، وإن كان في حرفين متقاربي المخرج فهو المضارع، والله أعلم
Shafi 168