============================================================
وبين (فناء) و(فناء) جناس محرف؛ لاختلاف حركة الفاء: 98..
خنسة كلهم أصيوا بداه والرتى من جتوده الأنوله (خمسة) بدل من (المستهزئين) أو (الظالمين) ، ويصح رفعه؛ آي: هم، وخصهم مع آن من المستهزئين آبا لهب وزوجته وعقبة بن آبي معيط والحكم بن العاصي؛ لأنهم أشدهم، ولذا عجلت عقوبتهم (كلهم أصيبوا بداء) عظيم (والردى) آي : الهلاك (من) جملة (جنوده) المعينة عليه (الأدواء) جمع داء، وهو المرض، وهلذا ساقه مساق الحكم؛ لمناسبته لما قبله، فإنه كالتعليل له؛ أي: إنما أصيبوا بذلك الداء؛ لأنهم سعوا في تحصيل آسباب الردى لهم حتى وقعوا فيه ولم يجدوا منه مخلصا.
وبين (داء) و( آدواء) جناس ناقص كما مر: ثم فصل ذلك الداء الذي أهلكهم الله به فقال: فدهى الأشود بن مطلب أيي عمى ميث به الأخياء (فدهى) من الداهية، وهي: الأمر العظيم المهلك (الأسود بن مطلب) بن أسد بن عبد العزى، فهو أسدي (أي عمى) أي: عمى عظيم؛ لأنه كما طمس بصره طمس بصيرته حتى لم يبق له تمييز بين الحسن والقبيح، وليس العمى إلا عمى البصيرة (ميت به) أي: بسبب ذلك العمى (الأحياء) في حكم الأموات الذين لا ينظر إليهم ولا يعول عليهم، ويحتمل أن المراد : أن عماه كان سببأ لموته على خلاف العادة؟
مبالغة في هلاك ذلك اللعين ، وأنه قتل بما لا يقتل عادة ؛ لأنه حقت عليه الكلمة فمات فورا من غير سبب ظاهر لذلك وبما تقرر علم أن (ميت) مبتدأ وما بعده سد مسد الخبر؛ أي: إن من شأن هذا العمى آنه لو وقع للأحياء.. صاروا به في حكم الأموات لا بصر لهم ولا بصيرة، فالجملة مؤكدة لما أفاده تنوين (عمي) أنه عمى بصر وبصيرة
Shafi 166