160

Minah Makkiyya

Nau'ikan

============================================================

ر91 اة ن فبما رخمة من الله لانت صخرة من إيائهم صماء (فبما) هي زائدة (رحمة) واصلة إليه (من الله) وهي في الأصل: ميل وعطف نفساني، غايته التفضل والإنعام، أو إرادتهما، والمراد هنا : هذه الغاية؛ لاستحالة العطف والميل على الله تعالى، وكذا كل صفة وردت في القرآن أو السنة لله تعالى واستحال عليه معناها يراد بها غايتها؛ آي: فبسبب رحمة الله لهم وعطفه عليهم ببركة لين رسول الله صلى الله عليه وسلم وصبره عليهم - كما يشير لذلك قوله تعالى: فيما رحمة من الله لنت لهم} الذي اقتبس الناظم منه هلذا -.. أيقظ قلوبهم وأزال ما فيها من كبر وغي.

فحينئذ (لانت صخرة) هي : الحجر العظيم (من) بيانية، وجعل الشارح ذلك صفة ل( صخرة) مع كون (من) بيانية.. بعيد (إبائهم) آي: امتناعهم (صماء) أي: صلبة لا يؤثر فيها معول، على خلاف العادة، وبه يظهر حسن التقابل بين (لانت) و(صماء)، وهو من الطباق، ويسمى المطابقة والتضاد أيضا، وهو: أن يجمع بين معنيين متقابلين في الجملة بتضاد، أو نفي وإثبات، أو عدم وملكة، أو نحو ذلك؛ أي: زال امتناعهم عن طاعته فيما يأمرهم به فأطاعوه واتبعوه، فعلم آنه استعار الصخرة التي في غاية الصلابة لإبائهم منه أولا؛ إذ كانوا في غاية النفرة عنه والبغض والإيذاء له، وليونتها وزوال صلابتها لاتباعهم له وانقيادهم لجميع أوامره ونواهيه آخرا، وبين آن ذلك كله إنما هو بواسطة رحمة من الله وهدايته لهم لا بحوله صلى الله عليه وسلم ولا بقوته ، { إنك لاتهدى من أحببت ولكن الله يهرى من يشاء) 92 وأشتجابت له بنضر وفتح بعد ذاك الخضراء والغبراء (و) بعد أن لانوا له ببركة لينه لهم لم يزل لينهم يتزايد حتى (استجابت له) أي : أجابت دعوته وامتثلت إشارته (بنصر وفتح) آي : مع، أو بسبب ما أعطاه الله من النصر على الأعداء بكثرة الأتباع وإلقاء الرعب في القلوب والفتح لبلادهم بإخماد

Shafi 160