============================================================
البشر، حباك الله بما لم يحب به أحدا من خلقه، لا ملكا مقربا، ولا نبيا مرسلا...) الحديث.
وصح عن بحيرى - وهو من علماء أهل الكتاب الذين لا يقولون شيئا إلا عنه -: (هلذا سيد العالمين)(1).
وصح أيضا عن عبد الله بن سلام الصحابي الجليل، امام أهل الكتاب بشهادته صلى الله عليه وسلم: أنه ذكر بالمسجد يوم الجمعة أمورا: منها : (وإن أكرم خليقة الله على الله أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، فقيل له: فأين الملائكة؟
فضحك وقال للسائل : يا ابن آخي؛ هل تدري ما الملائكة؟ إنما الملائكة خلق كخلق السماوات والأرض، والرياح والسحاب والجبال وسائر الخلق التي لا تعصي الله شيئا، وإن اكرم الخلق على الله تعالى أبو القاسم صلى الله عليه وسلم)(2).
وبين السراج البلقيني أن هلذا له حكم المرفوع ، وهو كذلك؛ فإنه من آجل الصحابة، فلا يقوله إلا عنه صلى الله عليه وسلم، أو عما صح من التوراة: قال : واختيار الباقلاني والحليمي أفضلية الملائكة.. يمكن حمله على غير نبينا ؛ اي: وبهذا جزم بعض أجلاء تلامذته كالبدر الزركشي، أو على تفضيل في نوع خاص؛ أي: لأنه قد يوجد في المفضول مزية، بل مزايا لا توجد في الفاضل، ثم قال : ولا يظن بأحد من أئمة المسلمين أنه يتوقف في أفضلية نبينا صلى الله عليه وسلم على جميع الملائكة، وكذلك سائر الأنبياء، وأطال في الحط والرد على من توقف في ذلك وزعم أن هلذا ليس مما كلفتا بمعرفته ، ثم قال : وهذا الزعم باطل؛ فإن هذذا من مسائل أصول الدين الواجبة الاعتقاد على كل مكلف، والبيان بسوق (3) أدلتها وايضاحها على كل من تأهل لذلك : وقد صح في الحديث المشهور : " ثلاث من كن فيه. . وجد حلاوة الإيمان، من (1) أخرجه الترمذي (3620)، والحاكم (115/2) (2) أخرجه البيهقي في * الشعب" (149)، والحاكم (568/4) (3) في (1) و(ب) : (والبيان يسوق)
Shafi 14