131

Minah Makkiyya

Nau'ikan

============================================================

فيشبوا عليه، فأمر عليا رضي الله عنه بآن ينام مكانه، ثم خرج عليهم فلم يبق آحد منهم إلا أخذ الله على بصره فلم يره ، ونثر على رأس كل واحد منهم ترابا كان في يده وهو يتلو : يس إلى: { لايبحرون} (1).

وصح: أنه ما أصاب أحدا منهم تراب إلا قتل كافرا، ثم أعلموا بخيبتهم، فوضع كل منهم يده على رأسه فوجد التراب ، وفي هلذا نزل قوله تعالى : { وإذيمكربك الزين كفروا ليتبتولك... الآية.

ثم أذن الله لنبيه في الهجرة كما قال : أخرجوه منها وآواه غاز وحمته حمامة وزقاء (خحوه) بدل من (جفوه)(2) (سها) أي : كانوا السبب في خروجه من تلك الأرض التي هي مولده ومرباه ووطنه ووطن آبائه وأحب أرض الله إلى الله وإلى رسوله، كما صح عنه صلى الله عليه وسلم ، ثم قال: " ولؤلا أني أخرجت منك كرها.. ما خرجت"(3).

ويقولي: (كانوا السبب..) إلخ.. اندفع ما يقال : هو لم يخرج منها إلا بإذن، فهو السبب فقط، ووجه اندفاعه: آن تسببهم في خروجه بمبالغتهم في ايذائه وإيذاء أصحابه لا سيما ضعفاؤهم.. هو الحامل على انتظاره الإذن له في الخروج مدة حتى وجد، فتسببهم سبب للاستئذان ووقوع الإذن، فإسناد الإخراج إليهم لذلك أظهر منه للإذن؛ تعويلا على أسبق السببين، مع كون الأول سببا للثاني أيضا كما تقرر، وكان ذلك بعد العقبة الثالثة بنحو ثلاثة أشهر يوم الإثنين هلال ربيع الأول ، أو الخميس الذي (1) انظر " سيرة ابن هشام" (480/2) وما بعدها، ول تاريخ الطبري " (2/ 370) وما بعدها، ول طبقات ابن سعد "(227/1) وما بعدها، و1 عيون الأثر " (217/1) (2) صوابه: (جفوا)، انظر قول الناظم قبل صفحات : (ويح قوم جفوا تبيا..) (3) أخرجه ابن حبان (3708)، والترمذي (3925)، وابن ماجه (3108)، وأحمد (305/4)، والدارمي (2552)، والحاكم (7/3) 19

Shafi 131