============================================================
استخبار على طريق التنبيه للمخاطب أو التوبيخ أو الإنكار، كما في: كيف تكفردب بالله}، كيف يهدى الله قوما)(1).
وفرق الزمخشري بين كيف والهمزة، بأن (كيف) سؤال تفويض؛ لإطلاقه، فكأن الله في الآية الأولى فوض الأمر إليهم في أن يجيبوا بأي شيء أجابوا، ولا كذلك الهمزة؛ فإنه سؤال حصر وتوقيت؛ فإنك تقول: أجدك راكبا أم ماشيا؟ فتوقت وتحصر، ومعنى الإطلاق ما قاله صاحب " المفتاح" : كيف: سؤال عن الحال، وهو ينتظم فيه الأحوال كلها، والكفار حين صدور الكفر عنهم ، لا بد أن يكونوا على إحدى الحالتين؛ إما عالمين بالله أو جاهلين به، فإذا قيل : كيف تكفرون بالله ؟ ..
أفاد : أفي حال العلم تكفرون أم في حال الجهل ؟ هذا معنى التفويض في الاية: (ترقى رقيك) الحسي، فماضيه مكسور القاف من: رقي السلم، وهو رقيه صلى الله عليه وسلم ببدنه يقظة بمكة ليلة الإسراء قبيل الهجرة إلى السماء، إلى سدرة المنتهى، ثم إلى المستوى الذي سمع فيه صرير الأقلام في تصاريف الأقدار، ثم إلى العرش والرفرف والرؤية وسماع الخطاب بالمكافحة والكشف الحقيقي، وغير ذلك مما لم يصل إليه ملك مقرب ولا نبي مرسل: والمعنوي من رقا بالفتح، وهو: التنقل من كل صفة كاملة وخلق عظيم إلى صفة أخرى وخلق آخر أكمل وأعظم، وهكذا إلى ما لا غاية له، ففي كلامه استعمال المشترك في معنييه، أو الجمع بين الحقيقة والمجاز وهو الأصح عندنا في الأصول، وعلى مقابله المنقول عن الأكثرين يكون هلذا من عموم المجاز.
(الأنبياء) جمع نبي، فعيل بمعنى فاعل أو مفعول، من النبأ بهمز، وقد لا يهمز تخفيفا، وهو الخبر؛ لأنه مخبر ومخبر عن الله تعالى، أو من النبوة، فلا يهمز؛ لأنه مرتفع أو مرفوع الرتبة على غيره من الخلق، ونهيه صلى الله عليه وسلم عن المهموز بقوله : "لا تقولوا يا نبيء ألله" بالهمز " بل قولوا يا نبي الله " بلا همز؛ لأنه قد يرد بمعنى الطريد، فخشي صلى الله عليه وسلم في الابتداء سبق هلذا المعنى إلى بعض الأذهان فنهاهم عنه، فلما قوي إسلامهم وتواترت به القراءة .. نسخ النهي عنه؛ لزوال سببه: (1) انظر : " مفردات الراغب* (ص730).
Shafi 10