والثانية:
هي ربط هذه التصورات الذهنية في قضايا تدخلها بعضها في بعض، أو تفصلها بعضها عن بعض.
والثالثة:
هي استدلال قضايا جديدة من قضايا معلومة.
وقد كان محالا على هذه العمليات الثلاث، أن تتم بغير مبادئ وقوانين يجري العقل على سننها، فهنالك ما يسمى عند أرسطو بقوانين الفكر الثلاثة؛ وهي:
قانون الذاتية (أو الهوية) الذي أعرف بمقتضاه أن الشيء المعين يظل محتفظا بذاتيته وإن تعددت السياقات التي يرد فيها.
وقانون عدم التناقض الذي أعرف بمقتضاه؛ أن النقيضين لا يجتمعان في شيء واحد في لحظة واحدة.
وقانون الثالث المرفوع الذي أعرف بمقتضاه أن الشيء إما أن يتصف بصفة أو بنقيضها، ولا ثالث لهذين الفرضين.
وهنالك إلى جانب هذه القوانين الثلاثة ما يسمى بالمقولات، وهي الصنوف الأولية التي لا تخرج عنها جميع الأحكام العقلية التي يصدرها الإنسان على أنواع الأشياء حين ينسب بعضها إلى بعض.
مجموع هذه العمليات والقوانين والمقولات، هي التي يتميز بها الإنسان حين يقول عنه أرسطو عبارته المشهورة، وهي أن «الإنسان حيوان ناطق» أي أنه كائن حي يتميز عن بقية الكائنات الحية بعقله.
Shafi da ba'a sani ba