لا يزال حديث الاجيال بعد ان رأى ذلك وسمع ما احدثه موكب السبايا في نفوس الناس وقلوبهم وبخاصة بعد ان عرف الناس في عاصمته وخارجها ان هذا الموكب لآل الرسول وبناته جعل يتنصل من تلك الجريمة ويحمل أوزارها لابن زياد ومعاونيه. لقد كان باستطاعة يزيد ومعاونيه لو لم يتعرض لأسر النساء والاطفال وسبيهن من بلد إلى بلد ان يموه على الناس ويقول لهم لقد نازعني الحسين ملكي وقاتلني فقتلته ، ولكنه بعد ان صنع مع النساء والاطفال ما صنع من الاسر والسبي والامتهان ضاقت عليه الحجج والذرائع ولم يعد امامه إلا ان يتنصل منها ويضع مسؤوليتها على غيره حيث لا يجديه التنصل ولا تستره الاعذار وقد أيقن بعدها الكثير من الناس بأنه كان في عمله هذا مسيرا لامويته الحاقدة على بيت محمد ورسالته ، ولو انه ترك النساء والاطفال بعد تلك المجزرة وشأنهم ولم يعاملهم بتلك المعاملة التي لم يعامل المسلمون بها اسرى المشركين ونسائهم لم يكن لجريمته كل ذلك الصدى الذي هز العالم الإسلامي بكل فئاته وطبقاته.
لقد كان الحسين يرى من وراء الغيب بأن شهادته وحدها لا تعطي النتائج المطلوبة ولا تحقق له جميع اهدافه ما لم تقترن بسبي النساء والاطفال والطواف بهن من بلد إلى بلد ليتاح لشقيقته العقيلة ان تؤدي دورها ورسالتها فقال لاخيه ابن الحنفية وهو يتململ بين يديه باكيا حزينا : لقد شاء الله ان يراني قتيلا وأن يرى نسائي وأطفالي سبايا وكان على أمية وحفيدها يزيد بن ميسون لو كانت تملك ذرة من الوفاء والشرف ان تعود إلى الوراء قليلا لترى ما فعله جد زينب والحسين وبقية العلويين والعلويات مع ابي سفيان وزوجته هند بنت عتبة التي مثلت بعمه الحمزة وأكلت من كبده وكيف عاملهما بالعفو والصفح وجعل لهما ما لم يجعله
Shafi 51