Daga Wahayin Juyin Juya Hali na Husainiyya
Nau'ikan
القرشي والأموي ، وبلا شك لو ان قريشا وجدت ان الإسلام لا يتعارض مع مصالحه لم تقف منه ذلك الموقف ، ولو ان عليا عليه السلام صاحب الحق الشرعي في الخلافة وقف من المهاجرين الذين استولوا على الخلافة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله موقفا أشد صرامة واستمر عليه لوقفوا منه نفس الموقف الذي وقفه الحزب الاموي منه ومن ولديه الحسن والحسين وشيعتهم ، ولكنه كان مسيرا لمصلحة الإسلام وقد وجد ان مصلحة الإسلام تفرض عليه ان يهادن ويسالم ويقف الى جانبهم لإرساء قواعده وانتشاره ، وما كان من الامويين معه ومع ولديه وشيعتهم لم يكن من اجل العداء المستحكم بين الحيين بل من اجل الملك والحكم الذي يغير حقيقة الانسان قريبا كان او بعيدا ، وبلا شك فان البيت العباسي كان على وفاق تام مع البيت العلوي وكان يحس بأحاسيسهم ويتلوى لما اصابهم من الامويين والزبيريين ، وحينما تجسدت له الآمال بالوصول الى السلطة والحكم وانهارت دولة الأمويين وتمت البيعة للسفاح تصوروا ان خطر ابناء عمومتهم على ملكهم من أشد الاخطار ومن اجل ذلك تتبعوهم بالقتل والتشريد وقتل منهم المنصور وحده الفا ويزيدون ولو كان الحسين ابن علي موجودا في عهدهم لقتلوه وأصحابه ونساءه وأطفاله ومثلوا بهم كما كانوا يصنعون مع الأمويين ولو حكم العلويون من ابناء الحسن والحسين فلا أستبعد ان يصنعوا مع من يخافون منهم على حكمهم ما كان يصنعه معهم ابناء عمومتهم لان لمصالح وبخاصة ما كان منها من نوع الحكم والزعامة هي التي تكيف الانسان علويا كان او أمويا وتجعل منه انسانا اخر ما لم يكن معصوما او حائزا على مرتبة عالية من العدالة تجعله قادرا على التحكم بميوله وأهوائه وحتى ان الزعيم الدين لا يبقى على ما كان عليه قبل الزعامة ويصبح وكأنه انسان اخر بالقياس الى ما كان عليه قبل زعامته ومن اجل ان الانسان حينما يصل الى الحكم والسلطة يصبح انسانا اخر مسيرا لمصالحه كانت العصمة او المرتبة العليا
Shafi 195