وتخدير المعارضين للسلطة الحاكمية وجيل الثورة الثاني بين من تعرض للإبادة الجماعية في مرج عذراء وقصر الخضراء وبين من سيطرات عليهم مبادئ الردة والمرجئة والمجبرة والمتصوفة فأقعدتهم عن التحرك وافقدتهم القدرة على النضال وغرست في نفوسهم وقلوبهم بذور الإستسلام للواقع المرير الذي كانت تتخبط فيه الأمة من جور الأمويين وامعانهم في تزوير السنة وتحريف مبادئ الإسلام وتعاليمه لصالح جاهليتهم التي حاربت محمدا اكثر من عشرين عاما.
ومن هنا كان دور الحسين الوريث الوحيد لثورة جده وأبيه على الشرك والوثنية والعنصرية شاقا وعسيرا لأنه لم يرث معها جيشا ولا سلاحا ولا مالا ولا أي قوة جبهوية أو مجموعة منظمة غير نفسه وحفنة من بنيه واخوته لم يكن يملك غير ذلك ويملك في الوقت ذاته القدرة على الإنزواء للعبادة ومكانه من الجنة مضمون ، ولكنه لم يكن من طينة أولئك الذين اختاروا العبادة طريقا إلى الجنة بدلا عن الجهاد والتضحيات ، لأنه يدرك ان الطريق الأكمل الى الله هو طريق الحق وطريق الحق هو الجهاد والنضال والإلتزام بمبادئ الثورة الإسلامية وتعليمها ، وإذا جاز على غيره من صلحاء المسلمين ان ينزوي في المساجد للعبادة ويتخلى عن النضال والجهاد فلا يجوز ذلك على الحسين وارث الرسول وعلي عليه السلام بأن يتخلى عن وعيه النظالي ويلجأ إلى زوايا المعابد تاركا للجاهلية الجديدة المتمثلة في حكم يزيد أن تستفحل في بطشها بقيم الحق والعدل وكرامة الإنسان فلم يبق امامه إلا الثورة وبدونها لا يكون سبطا للرسول وابنا لعلي عليه السلام ووارثا لهما وقدره ان يكون شهيدا وابنا لأكرم الشهداء وأبا لآلاف الشهداء ، وأن يكون المثل الأعلى لجميع الأحرار الذين يناضلون من أجل الحق والعدل والمستضعفين في الارض من الرجال والنساء.
Shafi 23