Daga Tarihin Nahawun Larabci
من تاريخ النحو العربي
Mai Buga Littafi
مكتبة الفلاح
Nau'ikan
1 / 3
1 / 4
١ مراعين في اختيارها حاجة الدارسين في شهادة "فقه اللغة العربية" في كلية الآداب بالجامعة اللبنانية.
1 / 5
١ انظر في كتابنا "أسواق العرب في الجاهلية والإسلام" فصل سوق عكاظ.
1 / 7
١ الخصائص لابن جني ٢/ ٨ "مطبعة دار الكتب المصرية ١٩٥٠". وروي في إرشاد الأريب عن عبد الله بن مسعود ١/ ٨٢. ٢ المزهر للسيوطي ٢/ ٣٩٧ طبعة "دار إحياء الكتب العربية، القاهرة "بعناية محمد أحمد جاد المولى ورفيقيه"، ورواه السيوطي في الجامع الصغير عن الطبراني، وقد ضعفه المحدثون.
1 / 8
١ إرشاد الأريب ١/ ٦٧ مطبوعات دار المأمون، والأضداد لابن الأنباري ص٢٤٤ طبع حكومة الكويت. ٢ هو أبو الحصين بن أبي الحر العنبري كما في وفيات الأعيان "٥/ ٩٩"، وكان أبو موسى قد استكتبه بعد زياد. ٣ سورة التوبة ٩/ ٣.
1 / 9
١ نزهة الألباء ص٧، وتهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر ٧/ ١١٠ مطبعة الترقي بدمشق ١٣٥١هـ، وانظر الخصائص لابن جني ٢/ ٨ وعيون الأخبار، وانظر مراتب النحويين ص١٨. هذا وروايات اللحن في هذه الآية لا تتفق على وتيرة، فمنها ما يجعل هذه القصة في زمن زياد، وأن زيادا هو الذي طلب من أبي الأسود وضع شيء يقيم عوج الألسنة اللاحنة، فأبى أبو الأسود، فبعث زياد رجلا يقعد له بطريقه، وأمره أن يقرأ شيئا من القرآن ويتعمد اللحن، فقرأ: ".. أن الله بريء من المشركين ورسولِهِ.." بالجر، فاستعظم ذلك أبو الأسود وقال: "عز وجه الله، إن الله لا يبرأ من رسوله" ثم رجع من فوره إلى زياد فقال: "يا هذا قد أجبتك إلى ما سألت". انظر كتاب "الف باء" للبلوي ١/ ٤٦، ولا يبعد الجمع بين الروايات. ٢ إرشاد الأريب ١/ ٧٧ وفي ص"٧٨" أن الزهري كان يقول: "ما أحدث الناس مروءة أحب إلي من تعلم النحو". هذا وقد زعموا أن عمر بن الخطاب كان يضرب أولاده على اللحن ولا يضربهم على الخطأ "ص٧٩" وأن ابنه عبد الله كذلك "ص٨٩". ٣ البخاري في "الأدب المفرد" ص٢٢٧. ٤ وتتمة الخبر في الأغاني للأصفهاني "١١/ ١٠١": أنه دخل على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فقال: يا أمير المؤمنين ذهبت لغة العرب لما خالطت العجم، وأوشك أن تطاول عليها زمان أن تضمحل" وأخبره خبر ابنته ... فأملى عليه: إن الكلام كله =
1 / 10
= لا يخرج عن اسم وفعل وحرف جاء لمعنى، وهذا القول أول كتاب سيبويه. ثم رسم أصول النحو كلها فنقلها النحويون وفرعوها. ا. هـ قلت: هذه إحدى روايات مشهورة في أولية النحو، وبعد صفحة نجد أبا الفرج يروي عن ابن أبي الأسود قوله: "أول باب وضعته في النحو: التعجب". وفي الحادث الذي حفز أبا الأسود على وضع ما وضع روايات عدة، قد يأتي بعضها في بحث الخلاف، وانظر واحدة يرويها الزبيدي في كتابه طبقات النحويين واللغويين ص١٥ وفي النفس شيء من نسبة الأولية في وضع النحو، وسائر العلوم لعلي بن أبي طالب. ١ عيون الأخبار ٢/ ١٥٩، ومر أبو عمرو بن العلاء بالبصرة فإذا أعدال مطروحة مكتوب عليها: "لأبو فلان" فقال: "يا رب يلحنون، ويرزقون" إنباه الرواة ٢/ ٣١٩. ٢ البيان والتبيين ٢/ ٢١٩. ٣ مخطوطة الظاهرية من تاريخ دمشق لابن عساكر رقم ٢٢ تاريخ ج٥ الورقة ٤٩٠/ ١.
1 / 11
١ من رسالة للجاحظ في صناعة القواد، ص٢٦٠ "رسائل الجاحظ" جمع السندوبي. ٢ عيون الأخبار ٢/ ١٥٨، ومن قول ابنه مسلمة: "اللحن في الكلام أقبح من الجدري في الوجه". ٣ سورة التوبة ٩/ ٢٤. ٤ تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر ٤/ ٦٥ "روضة الشام ١٣٣٢هـ" وطبقات النحويين واللغويين ص٥. ذكر ابن قتيبة: أن الحجاج أمَّ قوما فقرأ ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا﴾ وقرأ في آخرها: =
1 / 12
= "أن ربهم بهم يومئذ خبير" بفتح همزة "أن" ثم تنبه على اللام في ﴿لَخَبِيرٌ﴾ وأن "أن" قبلها لا تكون إلا مكسورة، فحذف اللام من ﴿لَخَبِيرٌ﴾ فقرأ: "أن ربهم بهم يومئذ خبير" عيون الأخبار ٢/ ١٦٠. ومع هذا فقد روي عن الأصمعي قوله: أربعة لم يلحنوا في جد ولا هزل: الشعبي وعبد الملك والحجاج بن يوسف وابن القرية، والحجاج أفضلهم. أمالي الزجاجي ص١٥. ١ في إرشاد الأريب "١/ ٨٧": بعث الحجاج إلى والي البصرة: أن اختر لي عشرة ممن عندك، فاختار رجالا منهم كثير بن أبي كثير وكان رجلا عربيا، قال كثير: فقلت في نفسي: "لا أفلت من الحجاج إلا باللحن". فلما أدخلنا عليه دعاني فقال: "ما اسمك؟ " قلت: "كثير" قال: "ابن من؟ " فقلت: "ابن أبا كثير" فقال: "عليك لعنة الله وعلى من بعث بك، جئوا في قفاه" فأخرجت.
1 / 13
١ تاريخ دمشق لابن عساكر "مخطوطة الظاهرية رقم ٢٢ تاريخ ج٥ الورقة ١٥٠/ ١". هذا ومن المقيد ذكر الباعث على عناية عبد العزيز بن مروان بالعربية، فقد روى ابن عساكر قبل هذا الخبر أنه "دخل على عبد العزيز رجل يشكو صهرا له فقال: "إن ختني فعل بي كذا وكذا" فقال له عبد العزيز: "من ختنَك؟ " فقال له: "ختنني الختان الذي يختن الناس" فقال عبد العزيز لكاتبه: "ويحك، بم أجابني؟ " فقال له: "أيها الأمير، إنك لحنتَ وهو لا يعرف اللحن، كان ينبغي أن تقول له: "ومن ختنُك؟ " فقال عبد العزيز: أراني أتكلم بكلام لا يعرفه العرب، لا شاهدت الناس حتى أعرف اللحن، فأقام في البيت جمعة لا يظهر ومعه من يعلمه العربية، فصلى بالناس الجمعة وهو من أفصح الناس". ا. هـ. قلت: تروى هذه اللحنة للوليد بن عبد الملك. انظر ص١٤٣ من "نقد النثر" المنسوب لقدامة "مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة ١٣٥٩هـ". خزانة الأدب ٣/ ٥٨٣. وانظر في لحنه أيضا البيان والتبيين للجاحظ "٢/ ٢٠٤" فما بعد "مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة ١٣٦٨". أما أمر الوليد الذي مر آنفا فقد أهمّ عبد الملك، حتى أفضى بذات نفسه يوما إلى روح بن زنباع قائلا: "يا أبا زرعة، قد غلبني الوليد باللحن، وسأظهر العشية كآبة فسلني عنها ودعني والوليد" فلما أذن العشاء أظهر كآبة وعنده لوليد وسليمان وروح، فقال له روح: "ما هذه الكآبة يا أمير المؤمنين، لا يسوءك "الله" ولا يريك مكروها؟! " قال: ذكرت ما في عنقي من أمر هذه الأمة، وإلى من أصير أمرها بعدي! قال له روح: يغفر الله لك يا أمير =
1 / 14
= المؤمنين، فأين أنت عن الوليد سيد شباب العرب!، قال: "يا أبا زرعة، لا ينبغي أن يلي أمر العرب إلا من يتكلم بكلامها" فقام الوليد فدخل منزله فجمع إليه أصحاب النحو، فأقام ستة أشهر معهم، وخرج يوم خرج وهو أجهل بالنحو منه يوم دخل، فقال عبد الملك: "قد أجهد وأعذر" المصدر السابق، الورقة ٤٢١/ ١. واحتج على عبد الملك بلحن الوليد هذا، فقد ذكر ابن عساكر أن عبد الملك قال لرجل من قريش: "إنك لرجل، لولا أنك تلحن" فقال: "وهذا ابنك الوليد يلحن! " قال عبد الملك: "لكن ابني سليمان لا يلحن" قال الرجل: "وأخي فلان لا يلحن! " الورقة ٤٢٤/ ١. بل كان لا يستطيع تجنب اللحن حتى على المنبر، ذكره أبو الزناد يوما فقال: "كان لحانا، كأني أسمعه على منبر النبي ﷺ يقول: يا أهلُ المدينة! ". بل كان لا يستطيع تجنبه حتى في آيات القرآن: قرأ يوما على المنبر: "يا ليتها كانت القاضيةُ" بضم التاء، فقال عمر بن عبد العزيز "وكان تحت المنبر": يا ليتها كانت "القاضية" عليك وأراحتنا منك! " الورقة ٤٢٤/ جـ. وكان عمر بن عبد العزيز هذا أشد الناس في اللحن على ولده وخاصته ورعيته، وربما أدَّب عليه. إرشاد الأريب ١/ ٨٩.
1 / 15
١ تاريخ دمشق لابن عساكر "مخطوطة الظاهرية" الجزء السابق الورقة ٤٥٤/ ١ ثم قال ابن عساكر فيه: "وكان نحويا أخذ عنه أهل المدينة، وكان يذهب مذهب الشراة ويكتم ذلك. فلما ظهر أبو حمزة الشاري بالمدينة "سنة ١٣٠هـ" خرج معه فقتل فيمن قتل بخلافة مروان بن محمد" واسمه عبد العزيز القارئ، وقيل في مقتله: لقد كان بشكست عبد العزيز ... من أهل القراءة والمسجد فبعدا لبشكست عبد العزيز ... وأما القرآن فلا يبعد انظر النسخة الثانية من تاريخ دمشق لابن عساكر "رقم ٩/ ٣٣٧٤ تاريخ" ١٠ الورقة ٢٠٢، والأغاني ١/ ١١١ و٢٠/ ١٠٨ و١١٠، وإنباه الرواة ٢/ ١٨٣. ٢ هذا ومع ضعف السليقة العربية على الزمن لم يضعف استهجان الخاصة للحن، وحسبك هذه الحوادث الأربع رمزا إلى ذلك، وكلها في صدر الدولة العباسية: =
1 / 16
= تكلم أبو جعفر المنصور في مجلس فيه أعرابي فلحن، فصر الأعرابي أذنيه "حددهما مصغيا باهتمام" فلحن مرة أخرى أعظم من الأولى، فقال الأعرابي: "أف لهذا، ما هذا؟! " ثم تكلم فلحن الثالثة فقال الأعرابي: "أشهد لقد وليت هذا الأمر بقضاء وقدر! ". وقال سعيد بن سلم: "دخلت على الرشيد فبهرني هيبة وجمالا، فلما لحن خَفّ في عيني". ودخل رسول والي الكوفة العباس بن محمد بن موسى على طاهر بن الحسين فقال له: "أخيك أبي موسى يقرأ عليك السلام" قال: "وما أنت منه؟! " قال: "كاتبه الذي يطعمه الخبز" فأمر توا بصرف العباس عن الكوفة؛ إذ لم يتخذ كاتبا يحسن الأداء عنه. إرشاد الأريب ١/ ٨٣، ٨٤، ٨٦ بتصرف يسير، بل إن المأمون كان يأخذ عماله باللوم إذا كان في كتبهم إليه لحن، ويعد ذلك تفريطا في جانب مقام الخلافة، وإليك حديث ابن قادم النحوي الكوفي: "وجه إلي إسحاق بن إبراهيم المصعبي يوما فأحضرني، فلم أدر ما السبب، فلما قربت من مجلسه تلقاني ميمون بن إبراهيم كاتبه على الرسائل وهو على غاية من الهلع والجزع، =
1 / 17
= فقال لي بصوت خفي: "إنه إسحاق" ومر غير متلبث ولا متوقف حتى رجع إلى مجلس إسحاق، فراعني ذلك. فلما مثلت بين يديه قال لي: كيف يقال: "وهذا المال مالا" أو"وهذا المال مال"؟! فعلمت ما أراد ميمون، فقلت له: "الوجه "وهذا المال مال" ويجوز "وهذا المال مالا"" فأقبل إسحاق على ميمون بغلظة وفظاظة ثم قال: "الزم الوجه في كتبك، ودعنا من يجوز ويجوز" ورمى بكتاب في يده، فسألت عن الخبر فإذا ميمون قد كتب إلى المأمون وهو ببلاد الروم عن إسحاق وذكر ما لا حمله، فكتب: "وهذا المال مالا" فخط المأمون على الموضع من الكتاب ووقع بخطه في حاشيته: "تخاطبني بلحن!! " فقامت القيامة على إسحاق. فكان ميمون بعد ذلك يقول: "ما أدري كيف أشكر ابن قادم، أبقى علي روحي ونعمتي!! " قال ثعلب راوي الحديث: "فكان هذا مقدار العلم وعلى حسب ذلك كانت الرغبة في طلبه والحذر من الزلل" قال: "وهذا المال مالا" ليس بشيء، ولكن أحسن ابن قادم في التأتي لخلاص ميمون. إنباه الرواة ٣/ ١٥٧ وطبقات النحويين واللغويين للزبيدي ص١٥٣. حتى إذا امتد الزمن خف الاستنكار شيئا ما، فصرنا نرى ثعلبا النحوي "لا يتكلف إقامة الإعراب في كلامه إذا لم يخش لبسا في العبارة" ونرى إبراهيم الحربي وقد ذكر له ذلك يقول: "أيش يكون إذا لحن في كلامه؟ كان هشام النحوي يلحن في كلامه، وكان أبو هريرة يكلم صبيانه بالنبطية". إنباه الرواة ١/ ١٤٠. بل كان بعض الأمراء بالبصرة يقرأ "إن الله وملائكتُهُ" بالرفع، فمضى إليه الأخفش ناصحا له فانتهره وتوعده، وقال: "تلحنون أمراءكم!! " إنباه الرواة ٢/ ٤٣. على أن من يعتد بهم في المجتمع مضوا على استهجان اللحن زمنا طويلا، فقد حدث حفص بن غياث قال: "وجه إلينا عيسى بن موسى ليلا فصرنا إليه والجند سماطان، وقد امتلأنا رعبا منه فقال: "ما دعوتكم إلا لخيرا" فزالت هيبته من قلوبنا لقبح لحنه". المصون للعسكري ص١٤٦ طبعة حكومة الكويت سنة ١٩٦٠م.
1 / 18
١ الاقتراح ص٣٢. ٢ خزانة الأدب ١/ ٢٠. ٣ الاقتراح للسيوطي ص٢٢ "مطبعة المعارف بحيدر آباد ١٣١٠هـ". هذا، وبعضهم يرى الاحتجاج بالطبقة الرابعة مستدلا باستشهاد سيبويه بشعر بشار بن برد في "الكتاب"، ويرد المعترضون بأنه إنما فعل ذلك خوفا من لسانه.
1 / 19
١ قرر ياقوت في معجم البلدان مادة "عكد" أن جبلي "عكاد" فوق مدينة الزرائب "وأهلها باقون على اللغة العربية من الجاهلية إلى اليوم لم تتغير لغتهم بحكم أنهم لم يختلطوا بغيرهم من الحاضرة في مناكحة، وهم أهل قرار لا يظعنون عنه ولا يخرجون منه". "توفي ياقوت سنة ٦٢٦هـ" ثم جاء صاحب القاموس المحيط المتوفى سنة "٨١٧هـ" فقرر أن "عكادا" جبل باليمن قرب مدينة زبيد، وأهله باقية على اللغة الفصيحة. ثم زاد المرتضي الزبيدي المتوفى سنة "١٢٠٥هـ" في شرحه للقاموس عند هذه المادة كلمة "إلى الآن" وقال: "لا يقيم الغريب عندهم أكثر من ثلاث ليالٍ خوفا على لسانهم! " ارجع إلى هذا المادة "عكد" في المراجع الثلاثة المذكورة. والزبيدي أقام في "زبيد" زمنا طويلا فهو بها عارف. ٢ الاقتراح ص٣١ وقد مال الزمخشري إلى استثناء أئمة العربية من ذلك، داعيا إلى "جعل الوثوق بكلامهم كالوثوق برواياتهم" وليس بشيء. ٣ قال ابن فارس: "وكانت قريش مع فصاحتها ... إذا اتتهم الوفود من العرب تخيروا من كلامهم وأشعارهم أحسن لغاتهم وأصفى كلامهم، فاجتمع ما تخيروا من تلك اللغات إلى نحائزهم وسلائقهم التي طبعوا عليها، فصاروا بذلك أفصح العرب" الصاحبي ص٢٣ "المطبعة السلفية بالقاهرة".
1 / 20
١ ومع هذا لم تكن لغات هؤلاء بالمرضية دائما، قال الحسن البصري يوما: "توضيت" فقيل له: "أتلحن يا أبا سعيد؟! " فقال: "إنها لغة هذيل، وفيها فساد". انظر كتاب "ألف باء" للبلوي ١/ ٤٦.
1 / 21
١ الاقتراح للسيوطي ص٣٢ نقلا عن كتاب الفارابي "الألفاظ والحروف". هذا وقد أورد الجاحظ في كتابه "البيان والتبيين" مقابلة طريفة بين لغات أهل مكة والبصرة والكوفة، يفيد إيرادها في شرح الظاهرة المذكورة أعلاه، قال الجاحظ: "أهل الأمصار إنما يتكلمون على لغة النازلة فيهم من العرب؛ ولذلك نجد الاختلاف في ألفاظ أهل الكوفة والبصرة والشام ومصر.... وقال أهل مكة لمحمد بن مناذر الشاعر: "ليست لكم معاشر أهل البصرة لغة فصيحة، إنما الفصاحة "هنا أهل مكة"" فقال محمد بن مناذر: "أما ألفاظنا فأحكى الألفاظ للقرآن وأكثرها موافقة له، فضعوا القرآن بعد هذا حيث شئتم: أنتم تسمون القدر برمة وتجمعون البرمة على برام، ونحن نقول "قدر" ونجمعها على قدور، وقال الله ﷿: ﴿وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ﴾ وأنتم تسمون البيت "علية" وتجمعون هذا الاسم على علالٍ ونحن نسميه "غرفة" ونجمعه على غرف وغرفات، وقال الله: ﴿غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ﴾ وقال: ﴿وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آَمِنُونَ﴾، وأنتم تسمون الطلع "الكافور والإغريض" ونحن نسميه الطلع وقال الله: ﴿وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ﴾ فعد عشر كلمات لم أحفظ أنا منها غير هذا. ألا ترى أن أهل المدينة لما نزل فيها ناس من الفرس في قديم الدهر، علقوا بألفاظ من ألفاظهم؛ ولذلك يسمون البطيخ "الخربز" ويسمون ... إلخ. وكذا أهل الكوفة يسمون المسحاة: "بال" وبال بالفارسية، ولو علق ذلك لغة أهل البصرة إذ نزلوا بأدنى بلاد فارس وأقصى بلاد العرب كان ذلك أشبه إذ كان أهل =
1 / 22
= الكوفة نزلوا بأدنى بلاد النبط وأقصى بلاد العرب، ويسمي أهل الكوفة الحوك "البقلة الحمقاء" بازورج، والبازورج بالفارسية والحوك كلمة عربية. وأهل البصرة إذا التقت أربع طرق يسمونها "مربعة" وتسميها أهل الكوفة "جهارسو" والجهار بالفارسية. ويسمون السوق أو السويقة وازار والوازار بالفارسية، ويسمون القثاء خيارا والخيار فارسية، ويسمون المجذوم يذي بالفارسية. ا. هـ ١/ ١٨. وبهذه الأمثلة التي طغى فيها الأثر الاجتماعي على الأثر الجغرافي تدرك الحافز لعلماء العربية على إسقاط من أسقطوا في الاحتجاج من العرب في الجاهلية والإسلام. ١ الاقتراح ص٢٤. ٢ انظر مجلة مجمع اللغة العربية "بالقاهرة" ٨/ ١٤١. ٣ الشيراز: اللبن المصفى، والكامخ: إدام، انظر القاموس المحيط.
1 / 23