Daga Canja zuwa Kirkire-kirkire (Juzu'i na Biyu Juyin Juya Hali): (2) Wallafa: Wakilcin Baƙo - Wakilcin Baƙo Kafin Nazarin Gado - Wakilcin Baƙo Bayan Nazarin Gado
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٢) التأليف: تمثل الوافد - تمثل الوافد قبل تنظير الموروث - تمثل الوافد بعد تنظير الموروث
Nau'ikan
يبدو مسكويه هنا فيلسوفا خالصا أقرب إلى الإبداع منه إلى النقل، وأقرب إلى الفارابي في اعتماده على العقل الخالص. والعجيب غيرة ابن سينا منه، ونقد أبي حيان له؛ حسده ابن سينا، وشوه التوحيدي صورته.
58
وتعتبر هذه المقالة نموذج العمل الفلسفي؛ الدعوة ونقضها.
ويعتمد مسكويه على أرسطو لتنفيذ حجج الشك عند روفس، من الذاكرة إذا ما غلبت الكتب؛ فأرسطو قابع في الوعي الحضاري الجديد. ويحال إلى كتاب النفس في نظرية المعرفة وليس الأخلاق. يبدأ مسكويه بقول أرسطو، قول الآخر على لسان الأنا، ويعبر عن معاني أرسطو بألفاظه، كما يعتمد على شراح أرسطو ومفسري كتبه، أرسطو في الوعي الحضاري القديم، خاصة ثامسطيوس. العقل والحس لا يتعارضان، ولا ينفي أحدهما الآخر؛ فكلاهما في النفس. ولقد جمع بينهما الإسلام.
59
وقد بين ذلك الحكماء، أن فعل العقل الذي به يدرك من الحواس، بل يدرك كلياتها فحسب، وهو علم العلم، علم ذات العقل الذي يدرك إدراكه ؛ فالعقل عاقل ومعقول، وعلم من العلوم الأوائل التي لا تحتاج إلى براهين لأنها وضح من البرهان. وإن عدم وضوحه راجع إلى العين التي لا ترى، كالخفاش إذا نظر إلى عين الشمس فإنه يغشى ولا يرى؛ لنقصان في عين المبصر وليس في المبصر. يستعمل مسكويه مثل أرسطو لبيان أن العيب في الذات لا في الموضوع. والانفعال الحسي والانفعال العقلي متمايزان؛ لأن الحس لا يدرك المحسوس الضعيف أو القوي، في حين أن العقل قادر على تصور ما هو دونه. الحس لا يخلو من الجسم، في حين أن العقل لا يفارقه. العقل يدرك ذاته، والحواس تدرك غيرها؛ لذلك كان العقل هو جوهر الإنسان بالحقيقة، وحياته هي الحياة الفاضلة السعيدة. وكان العقل عند الحكيم أبديا مفارقا، لا يفسر بفساد الإنسان، بل جوهر قائم بذاته يستعمل المزاج كآلة له. إن اعتدل حيي الإنسان، وإن انحرف أو بطل مات. والعقل جوهر مفارق، مثل الله والعلة الأولى. ولأول مرة في علوم الحكمة يقتبس مسكويه نصوصا من أرسطو دون خلطها وتعليقه بشرحه، إحساسا بالفرق بين النقل والإبداع، بين الآخر والأنا، كما فعل ابن رشد بعد ذلك في «تفسير بعد الطبيعة»، وكما فعل الفارابي من قبل في «شرح البرهان»، وابن باجه في شروح السماع الطبيعي، احتواء للشرح داخل التأليف.
60
كما يذكر أرسطو في معرض الجمع بينه وبين أفلاطون، وكما فعل الفارابي من قبل في الجمع «بين رأيي الحكيمين» ودون الإشارة إليه، ردا على سؤال هل العقل يأخذ على جهة التذكير أم على جهة الانقداح. وقد اختار أفلاطون الرأي الأول في نظريته في أن العلم تذكر والجهل نسيان، واختار أرسطو الرأي الثاني عن طريق المحسوسات. ولا خلاف بين الطريقين؛ تذكر العقل بالمعقولات ونسيانه بالبدن، وهو طريق أفلاطون، وإدراك العقل من خلال الحس، وهو طريق أرسطو. إنما الخلاف في كيفية النظر إلى المعرفة من أعلى كما يفعل أفلاطون، أم من أسفل كما يفعل أرسطو؛ استنباطا عند أفلاطون، أو استقراء عند أرسطو؛ من الله إلى الإنسان عند أفلاطون، أو من الإنسان إلى الله كما هو الحال عند أرسطو. أرسطو يعلم الحكمة من الترقي من الأشياء الطبيعية، وأفلاطون ينحدر من الأمور الإلهية؛ ومن ثم يجمع مسكويه المنظومتين في منظومة واحدة طبقا لمنهج التوحيد بين الجزئيات. ويشارك سقراط أفلاطون في منظوره الإشراقي، طرح البدن، والانصراف عن الانشغال بالحواس حتى يدرك الأمور الروحانية. ويقتبس مسكويه نصا من سقراط كي يتحدث بلسانه أو يتركه هو يعرض رأيه بألفاظه، ويعتمد سقراط على ذلك لإثبات أن النفس مفارقة للبدن.
61
وكما يجمع مسكويه أفلاطون وأرسطو في منظور واحد، كذلك يجمع بين العقل والحس، بين أفلاطون وأبقراط في منظور واحد، بين العقل والمزاج؛ فمن الطبيعي أن يجعل أبقراط الطبيب القوى كلها عن المزاج، أن ينظر إلى المبادئ الطبيعية دون الذهاب إلى ما وراءها. ومن الطبيعي أن يجعل أفلاطون الفيلسوف المزاج مجرد آلة. العقل وحده هو القادر على الذهاب إلى ما وراء الطبيعة للنظر في المبادئ كلها إلى أن ينتهي إلى مبدأ المبادئ، وهذا لا يتأتى إلا بإماتة شهوات البدن للحصول على الحياة الأبدية؛ لذلك قال أفلاطون: «مت بالطبيعة، تحيا بالإرادة.»
Shafi da ba'a sani ba