47
مسار الفكر كله نظرية في الإيضاح. وقد يطول الربط بين الفقرات ويصبح تلخيصا للسابق واستعدادا للقادم، إعلانا لوحدة الفكر وتكامل العلوم، ولحصار الاستطراد بين قوسين، ومع ذلك تأتي أهمية الإيجاز، ويتم التذكير بالعودة على البداية لحصار الاستطراد والخروج على الموضوع؛ مما يدل على وحدة الفكر والقصد والغاية. ومسار الفكر مسار إشكالي، يعرض الإشكال وحله، القضية وعلاجها، المادة وإكمالها؛ مما يتطلب وضوح الغاية والقصد، وتحديد المسار بدقة من المنطلقات الأولى حتى النتائج الأخيرة.
48
ونظرا لأن التفكير تجربة مشتركة بين المؤلف والقارئ، فتظهر صيغة الأمر على أساس أنه فعل مشترك، خطوة ضرورية إما في الشخص الثاني المخاطب، مثل «فاعلموا»، أو في الشخص الأول المتكلم، مثل «فلتعلم»، أو الغائب «فليعلم» مفردا أو جمعا. وهي نتيجة أمرية للبرهان، وضع للشعور أمام موضوعه، ودعوة مباشرة إلى الرؤية.
49
ونظرا لأن مسار الفكر استدلال واستنتاج تظهر حروف التعليل، لذلك، لهذا. وتذكر ألفاظ التعليل صراحة، مثل الأسباب. فالفكر البرهاني والفكر العلمي كلاهما يقوم على التعليل في المنطق وهو الاستغراق، وفي العلم وهو العلية، ويجمع القياس الشرعي بين الاثنين.
50
كذلك تظهر حروف الشرط والاستنتاج، مثل «ولما»، وأفعال الشرط وجواب الشرط؛ فلا مقدمات بلا نتائج، ولا نتائج بلا مقدمات.
51
وأحيانا تبدأ الفقرات بالأسماء تتلوها الأفعال، وليس بالأفعال وحدها تتلوها الأسماء؛ مما يدل على أن المؤلف يتعامل مع موضوعات وليس مع أقوال، مثل الغاية، القصد، الغرض الذي يبين اتجاه مسار الفكر نحو غاية. كما يبين اسم الموضوعات ، مثل: الإنسان، الفضيلة، السعادة، الكمال، قوى النفس، العدالة، الصداقة كمبتدأ في الجملة الاسمية يكون الفعل خبرها.
Shafi da ba'a sani ba