Daga Canja zuwa Kirkire-kirkire (Juzu'i na Biyu Juyin Juya Hali): (2) Wallafa: Wakilcin Baƙo - Wakilcin Baƙo Kafin Nazarin Gado - Wakilcin Baƙo Bayan Nazarin Gado

Hasan Hanafi d. 1443 AH
155

Daga Canja zuwa Kirkire-kirkire (Juzu'i na Biyu Juyin Juya Hali): (2) Wallafa: Wakilcin Baƙo - Wakilcin Baƙo Kafin Nazarin Gado - Wakilcin Baƙo Bayan Nazarin Gado

من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٢) التأليف: تمثل الوافد - تمثل الوافد قبل تنظير الموروث - تمثل الوافد بعد تنظير الموروث

Nau'ikan

ويبحث ابن رشد عن الوضوح، ويستدل من المقدمات على النتائج، ويرفض الهذيان. وابن رشد يقول، وليس أرسطو وحده.

92

ويستغرب من تبعية الشراح للحكيم أحيانا دون التشكيك عليه حتى يثير الفكر، ويبرز الخلاف، ويحكم بين المتخاصمين؛ فإذا أجمع المفسرون على شيء واضطربوا في شيء آخر، فالإجماع حجة ودليل شرعي.

ومن الموروث يتصدى الفارابي ثم ابن سينا. ويحال إلى التحليل والبرهان للفارابي، وإلى المقدمات لابن سينا. ومن الأسماء يتصدر النبي ومحمد، ثم مسيلمة. ومن التعبيرات الدينية «يوحى إليه»؛ مما يدل على أن الموروث ليس الفلسفي وحده، بل أيضا الديني العام.

93

وقد شك الفارابي على أرسطو في القياس المطلق شاملا الحملي والشرطي معا، وشاركه ابن سينا في هذا الشك؛ إذ إن ابن سينا يخالفه أحيانا ويتفق معه أحيانا أخرى. وإذا كانت نسب أجزاء البراهين الشرطية مثل نسب ما ألف في الحملية إلا أن صيغة الشرطي تقتضي بذاتها الشك في المستثنى؛ مما يتطلب ألا يكون قياس شرطي ما كان المستثنى فيه بينا بنفسه. وبالرغم من موافقة ابن سينا على ذلك إلا أنه لا يرضى ببرهانه وتشكك فيه. ويحكم ابن رشد بينهما، ويرجح كفة الفارابي، ويعطي حيثيات الحكم. ويستشهد ابن رشد بنصوص أبي نصر وليس بنصوص أرسطو إلا من أجل التوفيق، ويؤيد الفارابي ويهاجم ابن سينا كرجل وشخصية، وليس فقط كأفكار.

94

ويتفق ابن سينا مع الفارابي في حد القياس المطلق الذي يشمل القياسين، ويتمايز ابن رشد عنهما بالرغم من أنه أقرب إلى موافقة الفارابي أولا ثم مخالفته ثانيا، في مقابل هذيان ابن سينا في «الشفاء». ويرفض ابن رشد اقتراح ابن سينا بوجود قياس اقتراني بالإضافة إلى الحملي والشرطي، وهو مأخوذ من النصارى المتفلسفين وليس إبداعا، خاصة وأن ابن سينا صامت عن مصادره؛ فنظرا لرغبة ابن سينا في التجميع ضم المتفلسفين النصارى ظانا أنه رد على أرسطو القياس الاقتراني، كما يعترف ابن سينا نفسه في «الشفاء»، وهو تناقص؛ لأنه يرى أن كل قياس حملي يمكن أن يتحول إلى قياس شرطي، وأن كل قياس شرطي يمكن أن يتحول إلى قياس حملي، ومع ذلك هما قياسان مختلفان. وأقيسة ابن سينا خارجة عن الطبع لا يمكن للعقل استعمالها، ولا تعبر عن الفكر الإنساني بالطبع كاستعمال الحملية؛ فكل أنواع الشرطيات المتصلة تعتمد على مقدمات خارج الطبع؛ لذلك يكثر منها ويملأ الشفاء بها، ويعترف أن صدقها بالاتفاق مع أن ما بالاتفاق غير متناه لا تنظر فيه أية صناعة؛ لأن مقدماته متعاندة. وصحيح يثير قياس الشفاء الدهشة من هذه الأشكال المتبعة، مصادرها وطرق إبداعها وأوجه استعمالها. ويحيل ابن رشد إلى كتاب ابن سينا «المقدمات»، ويعني به بارمنياس. ويستعمل بعض الأمثلة المحلية من الموروث قبل فعل «يوحى إليه»، وأسماء النبي محمد، ومسيلمة، في أشكال القضايا الحملية تقريبا للأفهام، بدلا من هوميروس والأمثال اليونانية. ويبدأ بالبسملة، ويطلب العون من الرب، والصلاة على محمد وآله، والحمد لله رب العالمين. (ط) وفي «كتاب الحد» يتصدر الإسكندر ثم أرسطو؛ أي الشارح على المشروح؛ مما يدل على أهمية تخليص أرسطو من براثن الشراح، ثم الإسكندرانيون ومتأخرو الإسكندرانيين إحساسا بالتاريخ، وأن السلف خير من الخلف، والأوائل أفضل من الأواخر، حيث أرسطو ما زال حيا في القلوب مثل النبوة قبل أن يصيبها التحريف والتغيير في الزمان، وقبل أن تتحول الخلافة إلى ملك عضود.

95

يبدأ أرسطو بالموضوع الأرسطي، تعريف الحد، ثم يبين تشويه الشراح اليونان والمسلمين له. وبعد المقارنة بين أقوال أرسطو وأقوال الشراح يبرئ أرسطو ويتهم الشراح. والصلة بين النص والشرح هي الصلة بين الأصل والفرع، بين الاستقامة والانحراف. ويستمر الانحراف كلما تقدم الزمان؛ فمتقدمو الشراح أفضل من متأخريهم نظرا لقربهم من النص، ومتأخرو الشراح أسوأ من متقدميهم نظرا لبعدهم عن النص. مسار التاريخ إذن من الكمال إلى النقص، ومن اليقين إلى الظن، ومن الوحدة إلى التعدد. يقوم ابن رشد بتصحيح المسار والعودة إلى الأصل والاستقامة واليقين والوحدة الأولى في النص الأرسطي.

Shafi da ba'a sani ba