Daga Canja zuwa Kirkire-kirkire (Juzu'i na Biyu Juyin Juya Hali): (2) Wallafa: Wakilcin Baƙo - Wakilcin Baƙo Kafin Nazarin Gado - Wakilcin Baƙo Bayan Nazarin Gado
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٢) التأليف: تمثل الوافد - تمثل الوافد قبل تنظير الموروث - تمثل الوافد بعد تنظير الموروث
Nau'ikan
والأساس الثاني الذي يقوم على الطب هو التجربة والمشاهدة والملاحظة؛ فالعقل والمنطق والقياس والبرهان لأحكام الخطاب الطبي في داخله، ولكن مادته تأتي من الطبيعة والتجربة؛ لذلك كان الطب جزءا من الطبيعيات التي تقوم على العلل والأسباب. والجسم موضوع مشترك بين الاثنين، علم الطبيعة وعلم الطب، وهو الطباع. وعالم الطبيعة هو الذي يعطي البرهان على المبادئ العامة لا الطبيب؛ فالجسم حالة خاصة في الطبيعة. وعن طريق معرفة العلل والأسباب يمكن التنبؤ بحالات المرض على ما هو معروف في تقدمة المعرفة؛ أي العلم المسبق بوقوع الأحداث. وإذا كانت صناعة الأدوية جزءا من علم الطب جمعا بين النظر والعمل، بين التشخيص والعلاج، ظهرت ضرورة التجربة مع القياس، والجزئيات مع الكليات. ولو أن ابن رشد اقتصر على الكليات وترك الجزئيات ليكتب فيها ابن زهر «التيسير» بناء على طلبه. وقد كان ابن رشد يود تأليف كتاب آخر يطبق فيه قوانينه في الكليات ضاما الأجزاء إلى كلياتها إذا ما أنسأ الله في العمر.
24
ويتقدم الوافد الموروث. وفي الوافد يتقدم جالينوس، ثم أبقراط، ثم أرسطو، ثم أركيغانس وأندروماخوس وبولس وأرسطراطيس. ومن أسماء البلاد بلاد اليونانيين وبلاد الروم .
25
والإحالة إلى الوافد استطراد خارج الموضوع نظرا لاعتماد الطب كعلم على الإبداع الداخلي دونما حاجة إلى النقل الخارجي، يظهر ويختفي طبقا للمواضع الفلسفية. ويدافع ابن رشد عن جالينوس طول الوقت ليس تقليدا له أو نقلا عنه، بل لأنه يمثل إجماع الأطباء. وفي نفس الوقت ينقد ابن رشد جالينوس في كتاب «المزاج»؛ لأن أقواليه غير برهانية، بعكس كتاب «الأسطقسات». ويدخل في ثنايا أقواله، ويعبر عن المسكوت عنه. ويدرس الواقع الطبي ويراجع عليه الأقوال.
26
يورد براهين جالينوس العلمية بلفظ القول وفي حالة الاتفاق معها، وبلفظ الزعم في حالة الاختلاف معها. ويدخل في مساره الفكري ليراجع براهينه. ويرى ابن رشد ما يراه جالينوس، ويصف مسار فكره للتحقق من صحة الاستدلال وصدق الرؤية؛ لذلك كثر استعمال ألفاظ نص، شهد، أدرج، حمد، قصد، وصف، أصبح، حكى، ظن، اعتاص، أنكر، حمد، رأى، صرح، اعترف.
27
ويحاول التوفيق بينه وبين أرسطو؛ فأرسطو فيلسوف طبيعي مثل جالينوس، اعتمادا على بعض مؤلفات أرسطو، مثل كتاب النفس، وعلى أرسطو راويا ومؤرخا للفلسفة اليونانية، كما يروي جالينوس أيضا عن الأطباء السابقين. يعتمد على أرسطو لتأكيد الطابع العملي للطب مع تعليل أقواله دون الاكتفاء بنقلها. ولا فرق بين أرسطو وجالينوس وأبقراط كفلاسفة للطبيعة على المبادئ العامة، إنما الخلاف في الأحكام الجزئية وفي أنواع الأقاويل.
28
Shafi da ba'a sani ba