259

Daga Canja zuwa Halitta (Juzu'i na Farko Canja): (1) Rubuce-rubuce: Tarihi - Karatu - Satar Fasaha

من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال

Nau'ikan

وتختلف الملل في تصور العدل. ويصور النص ذلك في حكاية المجوسي واليهودي؛ الأول راكب والثاني راجل، يعتقد اليهودي أن في السماء إلها مستحق العبادة ويطلب منه الخير له ولمثله. ومن يخالفه في دينه وملته حلال دمه وماله وعرضه وأهله وولده، وحرام نصرته ومذهبه ونصيحته ومعاونته والرحمة له والشفقة عليه.

32

ويريد المجوسي الخير لنفسه ولأبناء جنسه ولا يريد شرا لأحد من خلق الله سواء كان على دينه أو على دين آخر، ويرفق بالحيوان، وينأى عن الجور على الإنسان والحيوان بالآلام، ويود الخير للجميع. ثم يخون اليهودي المجوسي عمليا بطلب ركوب راحلة المجوسي تطبيقا لحبه للناس. ولما طالبه المجوسي بإعادتها رفض اليهودي تطبيقا لدينه حتى هلك المجوسي ونجا اليهودي! مما يدل على تفضيل المجوسية على اليهودية. وانتقم الله من اليهودي وكافأ المجوسي بالملك محققا لقانون العدل الشامل. ففي السماء إله عادل لا تخفى عليه خافية من أمر خلقه، وقد بدأت البشرية بقتل قابيل أخيه هابيل مما يدل على الغدر بالأصحاب، وكأن الشر مغروز في طبائع البشر. فهل كان أرسطو على اطلاع بالحضارة الفارسية؟

وتبدو خصائص الشعوب، فارس والهند والروم واليونان. ففي كتاب الهند: «ليس بين أن يملك الملك رعيته أو تملكه إلا حزم أو توان.» أي الأولوية للملك على الرعية. وأيضا: «لتكن الدية في النفوس أمضى من السلاح في النهج.» مما يدل على أهمية القوة المعنوية على القوة العضلية، وأن عدل السلطان أنفع للرعية من خصيب الزمان. وسلطان عادل خير من وطيء وابل. وقد حاولت أم هندية تسميم الإسكندر لمعاداته المرأة، والأفاعي الهندية تقتل بالنظر . وقد نسبت السيوف القاطعة إلى الهند. أما الروم والسريان فعندهم أن الملك والعدل لا غنى لأحدهما عن الآخر. ولأسقليبيوس اليوناني فصل في السلطان. فخير السلاطين من أشبه النسر؛ حوله الجيفة لا من أشبه الجيفة حولها النسور. وكانت الفرس تدبر أمرها بالنغم والأشعار.

وفي مقارنة عامة لخصائص الشعوب، تختلف فيما بينها في الدولة لنفس المرض. فمذكور في الكتب القديمة أن ملكا جمع أطباء الهنود والروم والفرس. فاختار الرومي جرعة ماء حار عند كل غذاء، واختار الفارسي حب الرشاد، واختار الهندي الإهليلج. الهنود أصحاب خدائع وتهاويل ولا بأس لهم، والروم أصحاب أذهاب ورهج ولا ثبات لهم، والصقالبة أصحاب عزائم ولا قوة لهم، والديلم أصحاب صدمات وفيهم ضجر ولا بأس لهم، والترك أصحاب بأس عظيم وجهل كثير ولكن لهم في الحروب هيبة وموقع، فالكثرة منهم في الجند أفضل.

ويجمع النص بين نظرية في الخلق أو الفيض ونظرية في السياسة. تتضمن أسرارا إلهية لمعرفة حقيقة العقل وكيف وضعه الله في العباد. وهو أول شيء اخترعه الباري جل جلاله، جوهر بسيط، روحاني في غاية التمام والكمال والفضل. فيه صور جميع الأشياء. ومن هذا الجوهر خرجت النفس الكلية. وتظل في الرحم مدة قدرها الله بتسعة أشهر، وهي النفس الجسمانية أو الحيوانية. فخلق الإنسان بإذن الله تعالى. ولم يخلق الله أشرف من بني آدم، ولا جمع في حيوان ما جمع فيه صفات الإنسان. والقمر أعظم دليل في الأسفار. وهناك تقابل بين البدن والدولة، فالحواس الخمس في الدولة. ولكل حواس خصال مثل خصال الوزير. ولا يستوزر الملك غير الإلهيين المعتقدين بالربوبية. ولا يثق إلا بالإلهيين الذين يدينون بالناموس وينفذون الشريعة . أما الملك فإنه يقتدي بالله في جميع الأمور، ويستخير الله فيما يقرر. ولا ملك إلا لمن لا يغنى، ولا سلطان إلا لمن انفرد بالحكمة العظمى.

ويبدو الغطاء الديني في عبارات البسملات والحمدلات والصلوات في البداية والنهاية والترحم على ذي القرنين ومن الله ذي الجلال على كل الأحوال، والصلاة والاستغفار والتوبة والإنابة والصوم والصلاة والقرابين. ولا تزال الملائكة تدعو عليه عند كل تسبيح واستغفار. وتذكر كثير من العبارات الدينية والدعوات مثل: إن شاء الله، وفقكم الله. فالله هو العالم الذي ينقل الأسرار ويعصم الناس برحمته ويرتضي من يشاء. يلجأ الناس إليه ويستغيثون به فيكفيهم الله. بل ويتحدث عن الصحف الإلهية. وكل شيء يتم في هذا العلم في الفلك وفي جسم الإنسان بإذن الله، والرياح بين السماء والأرض بمشيئة الله. لم يخلق الله شيئا في الأرض عبثا. وإذا علم الناس بالحوادث قبل وقوعها فذلك من الله بالدعاء والتفرغ له والاستغفار والتوبة والإنابة والصوم وسؤال الله عز وجل. الله هو الذي وضع المزاج في العناصر الأربعة، وأعلمها للأنبياء المصطفين ثم استنبطها الناس بالتجربة في حكمة الهنود والفرس والروم ويونان، وأعلم الناس بها اليونانيون. والله هو الذي يرقق الأخلاق. ولأرسطو منتحل آخر في الأغذية والأدوية للخواص والعوام.

33

وينتهي الكتاب كما ابتدأ بعون الملك الوهاب والحمد له وحده والصلاة على من لا شيء بعده وآله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين. ويظهر القرآن السحر مثل: «هذا وفق سلام قولا من رب رحيم» لإبطال السحر من قراءة سورة الصمد والمعوذتين كل منها سبع مرات دون سؤال عن كيفية اتفاق ذلك مع أرسطو المنطقي الطبيعي، العقلي التجريبي، وتضاف قوائم بأسماء الأفلاك والسحرة والبخور.

34

Shafi da ba'a sani ba