248

Daga Canja zuwa Halitta (Juzu'i na Farko Canja): (1) Rubuce-rubuce: Tarihi - Karatu - Satar Fasaha

من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال

Nau'ikan

ولا عجب أن تنتهي بعض المنتحلات ببعض التعبيرات الإيمانية مثل البسملات والحمدلات والتسهيلات والصلوات، سواء كان ذلك من المؤلف أو الناسخ أو القارئ. فالإبداع عمل جماعي. ولا بد أن يأخذ علامة الثقافة التي يتم الإبداع فيها. كلمة السر، الماركة المسجلة على الصناعة الوطنية. كما تظهر تعبيرات المشيئة مثل: «إن شاء الله.» وتنتهي بعض الأعمال بالحمد لواهب العقل والكياسة أو الله أعلم وأحكم. وتعطى لأفلاطون ألقاب التعظيم والإجلال مثل الفيلسوف الرباني، الحكيم اليوناني، تفلاطون، وتاريخ التأليف أو النسخ بالهجري مع اسم الناسخ المحتاج إلى ربه، مع بعض التعبيرات الفارسية إيغالا في إضفاء الطابع الشرقي عليه. ولا ضرر من إشراك القارئ في الخطاب، فهو جزء منه، والدعوة له بالتوفيق، والجواب على ما سأله طالبا له الهداية.

67

رابعا: الانتحال الأرسطي

(1) أرسطو والإسكندر

ولا يهم التحقق من صحة نسبة النص المنقول إلى صاحبه. فهذه رؤية حديثة نتجت بعد اكتشاف أن كتب العهد القديم والجديد لا تنسب إلى أصحابها. ثم عمم الاستشراق ضرورة إثبات صحة النسبة خارج حضارته. مع أن النص المعقول في الحضارة الإسلامية مستقل عن مؤلفه ومترجمه، بل وقارئه. لذلك لا يهم نسبة هذا النص أو ذاك لأرسطو أو لغيره. ولا يهم إن كان صحيحا أم منحولا. بل إن المنحول أدل على روح الحضارة من الصحيح. الصحيح نقل والمنحول إبداع. الصحيح تاريخ والمنحول حضارة، الصحيح واحد والمنحول متعدد، الصحيح قديم والمنحول جديد، الصحيح موت والمنحول حياة.

هل ضاع نص أرسطو؟ هل وجد ولكن لم يعرفه العرب؟ هل ترجم ولكن لم يهتم به العرب؟ وبما أنهم قد اهتموا به بدليل ازدهار علم النباتات والأعشاب (ابن البيطار)، فقد حضر النص حضاريا بصرف النظر عن الوجه التاريخي لهذا الحضور. وتقوم دعوى النسبة الخاطئة على لا دعي سلبي وهو من قدرة المسلمين على تصور الوثيقة التاريخية من حيث مؤلفها واكتمالها مع أن علم الوثائق من أهم العلوم عند المسلمين نظرا لأهمية الوثائق الشرعية، والمكاتبات، السجلات، وحجج الوقف. والحقيقة أنه لا يوجد خطأ تاريخي، فالتاريخ ليس به خطأ وصواب، ولكن هناك إعادة إنتاج للنصوص ابتداء من المنبع الأول وهو النص الأصلي.

1

ولا تهم صحة نسبة كتب أرسطو إليه، أيها صحيح وأيها مشكوك فيه.

2

ومع ذلك كان المسلمون على وعي بقضية الانتحال وبضرورة النسبة الصحيحة للنصوص لمؤلفيها. فإن كان هناك شك فيتم التعبير عن ذلك بعبارة «المنسوب إلى» تنبيها للقارئ على الشك في صحة النسبة.

Shafi da ba'a sani ba