Daga Canja zuwa Halitta (Juzu'i na Farko Canja): (1) Rubuce-rubuce: Tarihi - Karatu - Satar Fasaha
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال
Nau'ikan
61
ويتجلى الانتحال في الأخلاق الدينية في «وصية أفلاطون الحكيم» في أن يكون الإنسان مع الله راضيا بقضائه، محاسبا لنفسه، محافظا على ناموسه، معزا لأمره، مستفيدا من عمره وتقسيمه بين الوظائف العلمية والعملية، والتودد دون النفاق ، والتمتع بالدنيا طبقا للشريعة كما ينصح بمعاشرة الخاصة بالتواضع، والعامة بالصمت، والأصحاب بالحلم، والعدو باليقظة، والكل بالعدل والإحسان والكتمان والشكر والعفو، وتفويض العمل إلى الأكفاء، وتجنب الكذب والنميمة، وأولوية الباطن على الظاهر مع الجد والحزم والصبر والتوكل على الله الذي بيده الخير، ويجب له الدعاء، وهو قريب مجيب. والعشق جنون إلهي. وأشد الناس موافقة لسنة الله تعالى أعلمهم بالحسنات، وأشدهم رأيا، وأعلمهم برضوان الله، وأكملهم أبعدهم عن الشك في الله، وأحقهم بتعليمهم أعلمهم بالدنيا والآخرة، وأحسنهم عملا أكثرهم صدقا، وأوجبهم رجاء أوثقهم بالله. وأحق الأشياء أن يستكمله أهل الدين التواضع والورع والتقويم.
62
ولما كان أفلاطون صاحب «الجمهورية»، فكان من الطبيعي أن تظهر له منتحلات في السياسة مثل «فقر التقطت وجمعت عن أفلاطون في تقويم السياسة»، أو «كتاب النواميس لأفلاطون الفيلسوف اليوناني» زيادة في تخصيصه كآخر حتى يجد الانتحال له الشرعية البيئية الأصلية. وتظهر في هذه المنتحلات المصطلحات الفقهية مثل الفرق بين الشريعة والسياسة من جهة أن نهاية السياسة هي طاعة الشريعة. السياسة وسيلة والشريعة غاية. وتظهر موضوعات الزجر والفأل والفرق بينها وبين الوحي. وقد نطقت صحف الباري تعالى وتقدست بالأسماء. وبعض أصحاب الشرائع يثبتها الله عز وجل. وإن سقطت لزم الباري أضدادها مثل السميع والبصير اللذين لا يسقطان إلا عن الأعمى والأصم. وهي صفات لما دون الله عز وجل. فهي من أسماء الله جل وعلا. ويتصور بعض الجهال أن من صفاته الملك المتسلط القوي السلطان، يرضى ويسخط، ويعذب ويعاقب. وهي أوصاف جور للمتسلطين، تنزه الله تبارك وتعالى عنها. كما نسب بعض الجهال له صفات منفعلة، وأسقطوها من أنفسهم عليه فأصبح ذا جسم، والباري عز وجل منزه عن ذلك. وهو علة لما اخترع. وتوحيد الباري عز وجل أكثر من التوحيد العددي لأنه لا يليق إلا بالأشياء الطبيعية. إنما الباري جل جلاله أزلي واحد. وهو العلة القريبة لجميع ما يحدث وهو مما أوقع في الجبرية. وهو ما أنكرته العقول وذمته الشرائع. وطائفة أخرى أخذت الموقف المضاد بأن جعلت النفس أو الطبيعة على كل شيء. وهو اعتقاد خاطئ لأنه يعطي للنفس أكثر مما يعطي للباري جل وعلا، وكأن الباري مضطر إلى الاستعانة بالأطباء في العلل، وذلك لا يليق بالباري عز اسمه. العلل الطبيعية للأمور الصناعية. والكل راجع إلى الله. والعادة تجري مجرى الطبع. لا يحتاج الباري إلى زمان أو حركة منفصلة عن معلوماته. وهو غير مضطر إلى الاستعانة بالأطباء في العلل. له كرسي هو العرش.
63
وتبلغ ذروة الانتحال في نقل الناموس على الشريعة وتحويل أفلاطون من كونه صاحب النواميس إلى واضع الشرائع، من الفيلسوف إلى النبي، ومن الحكمة إلى النبوة. فالنواميس هي الشريعة، والملك هو الإمام. وطاعة الشريعة بالعقول، والحرام في الشرائع ما لم يوافق جملة العالم وطبيعته. فالشريعة ليست فقط فردية أو اجتماعية، بل كونية. ومن كان محسنا بقبيح ثم تاب استجيب له. فليست الغاية من الشريعة العقاب، بل حسن الأخلاق. وكل إحسان وإنعام يستحق الإعظام والتبجيل من أجل عدم بخس الناس حقوقهم. وإتيان الشريعة لا يكون فقط وقت الحاجة وإلا كان تجارة ومنفعة ويفسد الدين، بل على أسس عقلية صرفة.
ولما كانت الشريعة الإسلامية عبادات ومعاملات، فقد تم الانتحال في هذين القسمين. ولما كانت العبادات داخلية، تقوى القلب أن تكون خارجية، الأركان الخمس، فلا يجوز التوسع أو الاستسهال في الإيمان ثم الكفارات. وقد توفي أكثر الحكماء من الحلف. والحلف بالله ثم الحنث به يوجب الصدقة. والصوم والصلاة رياضات روحية للبدن للتحقق بفضيلة العدل. وهذا ما أوجبته الحكمة الإلهية من أحكام الشريعة. فوضع الشرائع لطف من الله للسيطرة على الشهوة والغضب. لذلك قال فيثاغورس إن محاربة الرجل للملك أسهل من محاربته الشريعة. الصوم يكسر الشهوة ، والركوع رياضة بدنية وخضوع، والصوم لجام النفس الشهوانية.
وتأخذ بعض الأفعال الشرعية أسسا أخلاقية. فالشراب يفعل من الإيناس في ساعة ما لا تفعله المنافسة في سنة بشرط عدم الإفراط والعجز عن السيطرة على حسن تصريف الأعضاء. وأحق الناس بتناول الشراب من ضعف قلبه وقوي فكره. وهنا يبدو التوفيق بين شراب اليونان وحذر الإسلام. لذلك يضيف الانتحال حرمة النبيذ إلا لمن اضطر غير عاد، مثل ضعف القلب، أو على صاحب التمييز القوي؛ لأن السكر علة التحريم. وحرام الإضرار بالبدن عن طريق الطعام.
وتظهر بعض موضوعات الشريعة مثل الذبائح لدرء الشر عن العالم الناتج عن حركات الكواكب. وفي الهند يحرمون الذبائح، ويكثر قتل البشر. والأعقل أن تكون الذبائح لصالح الإنسان. فالانتحال هنا تشريعات مقارنة. ونقد الشرائع القائمة ليس في الغرب اليوناني وحده، بل أيضا في الشرق الهندي، ما دام الانتحال غير محدد ببيئة، وما دام الإبداع عملية ذاتية لا يهم موضوعها الخاص. والأعياد لراحة البدن عن طريق النفس.
64
Shafi da ba'a sani ba