Daga Canja zuwa Halitta (Juzu'i na Farko Canja): (1) Rubuce-rubuce: Tarihi - Karatu - Satar Fasaha
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال
Nau'ikan
7
تعبر عن الروح الإسلامية الأخلاقية الإنسانية، والاتجاه الصوفي العام؛ الزهد في الدنيا وهو نفس اتجاه فيثاغورس. قد يكون لها أصل يوناني. وأحيانا تبدو العبارات الإسلامية وكأنها زيادة من النساخ لوجودها في بعض المخطوطات دون الأخرى في إبداع جماعي يشارك فيه المؤلف الأول والمبدع الثاني والقارئ والناسخ. تدفعهم جميعا روح الحضارة وتوجههم نحو مثال واحد مشترك. فأول ما يوحي به فيثاغورس بعد تقوى الله، تبجيل الذين لا يحل بهم الموت من الله تعالى وأوليائه، وإكرامهم بما توجبه الشريعة، ووثوق اليمين، والعمل بما توجبه الشريعة، ومعرفة تدبير الله تعالى وأوليائه من أجل الوصول إلى جوار الله وكرامته.
وكما تنتحل النصوص تنتحل الوقائع في الوافد والموروث على حد سواء، مثل حرق الإسكندر كتب المجوسية، وهدم بيوت النيران، وقتل الموابذة والهرابذة، ونقل كتب النجوم والطب والفلسفة إلى اليونان. فهذا ليس من عمل تلاميذ أرسطو ولا الموحدين ولا الفلاسفة.
8
فالمنتحل الجاهل أراد أن يعظم الإسكندر فحقره، خاصة أن الانتحال قد يكون عملا جماعيا يساهم فيه الحكماء والجهلاء معا، الخاصة والعامة على حد سواء. ومن الموروث حريق مكتبة الإسكندرية عندما دخل عمرو بن العاص مصر. فالمنتحل أراد أن يضر بالدين الجديد عن جهل أو حمية.
وقد يكون النص منتحلا عند اليونان، ويزداد الانتحال في الترجمة العربية. مثال ذلك «الوصية الذهبية» لفيثاغورس.
9
انتحالا على انتحال. الانتحال الأول في الثقافة اليونانية ذو طابع أخلاقي، لذلك كان يقرؤها جالينوس كل يوم غدوة وعشية. والانتحال الثاني في الثقافة الإسلامية. ولكل ثقافة أهدافها. ولما كان فيثاغورس في الثقافة الإسلامية مؤسس الفلسفة الإشراقية كان المنحول أيضا إشراقيا. يوصي فيثاغورس بتقوى الله عز وجل، وبتبجيل الذين لا يحل بهم الموت من الله وأوليائه وإكرامهم بما توجبه الشريعة وتوق اليمين. والابتداء بالابتهال إلى الرب من أجل الوقوف على كنه ما يجري عليه الأمر في تدبير الله عز وجل وأوليائه. الله هو الأب الواهب للحياة، إذا كان في الناس جنس إلهي، فالطبيعة الإلهية تقوده إلى الوقوف على كل واحد من الأشياء. وفي النهاية تختم الوصية بحمد الله حق حمده. يظهر البعد الديني الجديد في الثقافة الإسلامية منذ البداية، ويستمر في الوسط والنهاية، فيتغلب الموروث على الوافد، وتدخل المثاليات العقلية في الإيمانيات القلبية بسهولة ويسر. المثاليات العقلية مثل ضبط النفس، وكتم الغضب، والسيطرة على الانفعالات، والإحجام عن القبائح، والإعراض عن الجاهلية. الكسب لا يكون إلا حلالا، والقصد في الطعام والشراب صحة للأبدان. محاسبة النفس ضرورية للترقي نحو الكمال، ويقظة العين تطهير للنفس. كل ذلك في أسلوب عربي رصين يوحي بأن الوصية تأليف وليست ترجمة، إبداع وليست نقلا، تعبيرا عن الثقافة الإسلامية، وتصويرا لأوضاع المجتمعات الإسلامية بعد إعادة توظيفها وإنتاجها من الوافد إلى الموروث.
ثالثا: المنتحلات الأفلاطونية
(1) «معاذلة النفس» و«الروابيع»
Shafi da ba'a sani ba