Daga Canja zuwa Halitta (Juzu'i Na Farko Canja): (2) Rubutu: Fassara - Kalmar fasaha - Sharhi
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٢) النص: الترجمة – المصطلح – التعليق
Nau'ikan
والتحليل صوري جزئي متناثر باستثناء بعض أمثلة من السياسة؛ أي من العلم المدني الأثير عند الفارابي، علاقة الرئيس بالوزير.
59
لا يوجد موضوع مترابط حتى البرهان؛ لذلك جاء الشرح والتلخيص والجوامع لتحديد القصد والغاية والغرض وإجمال الموضوع، تحليله في الشرح ثم تركيبه في التلخيص والجوامع. التعاليق بهذا المعنى أقرب إلى الشروح المتأخرة في عصر الشروح والملخصات أيام الدولة العثمانية، عندما عاش الموروث على نفسه، مجترا إبداعه السابق وناقلا له، ومتمثلا من قبل دون قراءة أو تأويل. ويضع ابن باجة تعاليقه بالإحالة إلى باقي مؤلفات الفارابي، عارضا كتب أرسطو المنطقية مثل إيساغوجي، والبرهان، والتحليل، والقياس، وباري أرمينياس.
60
وفي الغالب يبدو ابن باجة مؤيدا للفارابي، وليس قارئا أو مؤولا أو ناقدا أو رافضا، كما فعل ابن رشد في «تهافت التهافت» مع الغزالي؛ لذلك تغيب عن التعاليق المواقف الفكرية والسجال. يبدو الفكر الفلسفي في التعاليق مفلطحا سطحيا مستويا، خاليا من الإشكال والعمق والبدائل.
ومع ذلك يبدو مسار الفكر في صور الاستدلال، وأفعال الشرط وجوابه وأفعال البيان والإيضاح. كما تبدو الإحالات إلى ما تقدم وإلى ما سيأتي، ربطا للنتائج بالمقدمات. كما تظهر الماينبغيات؛ فالفكر اقتضاء ووجوب. كما يبدو التعليق بحثا عن السبب؛ يقوم بدور التعليل. كما يبدو التقسيم للموضوع، والتقسيم أولى درجات الحد، ومع ذلك نادرا ما يبدو القصد والغاية الذي كان بإمكانه توحيد الأجزاء المتناثرة في كل واحد. كما يوجد فعل الأمر للنفس مثل «فلنترك»، وكأن هناك خطوات متتالية في مسار مقصود محدد، له بداية ونهاية وقصد وغاية، ويخاطب القارئ «واعلم»، وكأن هناك قضية تهم القارئ غير هذا التحليل المتناهي في الصغر، كما هو الحال في المدارس التحليلية الغربية المعاصرة، وفي مناهج تحليل الخطاب.
61
سابعا: من التعليق إلى الشرح
والتعليق أي التحرر من النص المعنوي، كما كان النص المعنوي تحررا من النص الحرفي، بداية الشرح والتلخيص؛ فكلما كان التعليق بالزيادة أو النقصان كان الشرح والتلخيص نوعا من التعليق؛ فالشرح زيادة، والتلخيص نقصان، الشرح إضافة، والتلخيص حذف. الشرح هو تعليق وصلت منه الزيادة والإضافة إلى حد كبير أكبر من النص الأول فاستقل عنه، وأصبح له كيان مستقل بذاته. التعليق خروج نسبي محدد عن النص المنقول، في حين أن الشرح خروج كلي، استقلال ذاتي، إعادة إنتاج للنص الأول، تفتيت للنص الأول إلى وحداته الأولى، حتى يسهل بعد ذلك مضغها وهضمها وتمثلها وإخراجها في التلخيص. الشرح أسهل من التلخيص وسابق عليه، والتلخيص أصعب من الشرح وتال له. الشرح مد للنص المنقول والتلخيص جزر له. قد يبدو الشرح أصعب من التلخيص؛ لأنه أكبر حجما وأكثر حضورا وأكثر استرعاء للانتباه؛ لما فيه من علم دقيق، تفصيلات وأسماء أعلام ومصطلحات معربة، وأن التلخيص أسهل فهما وأخف ثقلا، وأقل حجما، وأوضح أسلوبا؛ ومن ثم فالتلخيص تاريخيا سابق على الشرح؛ لأن التلخيص في مرحلة المران الأولى. والشرح تال التلخيص؛ لأنه محشو بالمعلومات ومثقل بالعلم. والحقيقة أن العكس هو الصحيح بنيويا، أن الشرح يسبق التلخيص، وأن الإسهاب يمثل مرحلة المران الأولى، وأن التلخيص يتطلب قدرة ومهارة، لا توجد إلا عند المتمرسين للشرح الأول؛ ومن ثم كانت شروح ابن رشد من أعمال الشباب، وتلخيصاته من الأعمال المتأخرة فكريا وليس تاريخيا.
وقد يكون التعليق لنفس الشارح، وفي هذه الحالة يكون تعليقا تفصيليا في فكرة واحدة عليها خلاف مع غيره من الشراح، أو من نصين مختلفين في الترجمة، وترك المعنى الكلي الرئيسي للشرح الأصلي.
Shafi da ba'a sani ba