Daga Canja zuwa Halitta (Juzu'i Na Farko Canja): (2) Rubutu: Fassara - Kalmar fasaha - Sharhi
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٢) النص: الترجمة – المصطلح – التعليق
Nau'ikan
23
كان يحيى النحوي معاصرا للفارابي ودخلا معا في حوار وردود، ولحنين بن إسحاق في موضوع «السماء والعالم» لأرسطو المسائل الست عشرة؛ فالمترجمون شراح، ولا يوجد فصل بين الترجمة والشرح ، ولا فرق بين المترجم والشارح؛ لا فرق بين الشارح المترجم، والشارح المؤلف. وكان المترجمون يشرحون بطريقة ابن رشد في التفسير الكبير، النص أولا ثم التفسير ثانيا، وذكر أرسطو جزئيا في ثنايا الشرح.
24
هذه الترجمات لا تمثل فلسفة كاملة، بل بداية الفكر الفلسفي، نشوء التفلسف وبزوغه، تفكير الذات على تفكير الآخر، هدفها التعرف على إنتاج الآخر، والتعلم منه، مادة للعلم، كراسة فصل. أما العلم فإنه ما تبدعه الذات بعد ذلك في مرحلة الخلق المستقل على مستوى الآخر، وتعبيرا عن منظور أشمل يعبر عن الموروث بلغة الوافد.
ثانيا: الترجمة وثيقة تاريخية أم عمل حضاري؟
(1) هل الترجمة نظرية في المطابقة؟
ليس النص وثيقة تاريخية يتم الحفاظ عليها طبق الأصل بلا زيادة أو نقصان فهذا نص القرآن. أما النص الحضاري فهو عمل مشترك بين المؤلف والناقل والقارئ والمعلق والشارح، حتى يتم الاستغناء عنه كليا بعد استنفاذ أغراضه، قضمه ومضغه وابتلاعه وهضمه وتمثله وإخراجه. لا يهم النص المنقول كوثيقة تاريخية، بل الذي يهم هو كل تعليق زيادة أو نقصانا، سواء بالنسبة للنص اليوناني أو النص السرياني، سواء كان من المترجم الثاني أو الثالث أو الرابع أو حتى من الناسخ الأول أو الثاني، أو كان من صاحب المخطوط أو قارئه. النص سجل يكشف عن الموقف الحضاري الشامل، الذي يكون النص مجرد حامل له، والزيادة التي يعطيها الناشر الحديث على النص العربي القديم الذي حذفها، إنما هو تشويه للنص القديم كعمل حضاري وليس دقة علمية. تاريخيا النص اليوناني هو الأصل والنص العربي هو الفرع، وحضاريا النص العربي هو الأصل والنص اليوناني أو السرياني هو الفرع.
1
لا يهم في الترجمة ونشرها دقة معرفة العرب بالتراث اليوناني والعناية التي أحاطوا بها هذه النصوص؛ بحيث تكون لديهم أدق صورة عن الأصل. ليس نقل الأصل هو الغاية بل تمثله واحتواؤه، وتحويله إلى حامل حضاري لعمليات إبداعية تالية.
2
Shafi da ba'a sani ba