يا عيد المطبلين والمزمرين، ابصق في وجه اللابسين ثياب المرافع، المقنعين بوجوه «البرباره».
يا عيد الفيران، المتقاتلين على «كشك» الجيران، من لي بحذفك من التقويم، لتستقيم أخلاق أطفالنا! أما نحن فعسينا.
أرادت الغوغاء خبزا من القائل: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، ولما رأوا معجنه فاضيا هتفوا: اصلبوه، اصلبوه.
ما أشبه الليلة بالبارحة! فيا ذوي الأنوف التي لم تفقد الشمم والشم، إذا فرحتم بيوم الأحد فلا تنسوا يوم الجمعة ...
6 / 4 / 52
الوجدان العام
لا أحب الخوض وسط المعمعة، ولا أحب الأديب، كما يريد الجيل الطالع: هباط أودية، حمال ألوية، كصخر الخنساء، نحن ولدنا في الساحة وما زلنا فيها، ولكن كل فريق يريد أن نخوض ساحة بعينها، وهذه الساحات قد أمست لا تصلح لنا، وأمسينا لا نصلح لها ...
ما ينقصنا في هذا البلد إلا الوجدان العام، إننا لا نشعر كمجموع بل نحس كأفراد وأسراب، ولهذا ترانا بعداء عن لبنان، ولبنان بعيدا عنا، كل منا ينتسب إلى ضيعته، فمنطقته، وإلى ملته، فطائفته، أما البوتقة الكبرى فلا تصهر هذه المعادن المختلفة لتجعل منها مثالا واحدا؛ لأن النار المصوبة من الأنبوب لا تستطيع الصهر والتذويب، وبتشبيه آخر ليس لنا إلا بطارية غير مشحونة لا تضيء الطريق ولا تحرك السيارة.
فالنائب والوزير تهمهما منطقتهما بل لا يهمهما منها إلا تلك الشخوص التي توصلهما إلى كرسي النيابة فالوزارة ... ولهؤلاء دون سواهم يعملان ... وهذا أصدق دليل على ضعف الوجدان العام .
إن المؤسسة التي ليس لها وجدان عام لا تفلح، والإدارة التي ليس لها وجدان عام يسيرها لا تنجح، والشركة التي ليس لها وجدان عام تفلس وتصفي حسابها، والبيت الذي ليس له وجدان عام يخرب.
Shafi da ba'a sani ba