Daga Rayayye Zuwa Mace
من حي إلى ميت: إلى أخي
Nau'ikan
الرسالة السادسة عشرة1
الوداع يا أبي الحنون، ويا عزيزتي أغنس، ويا حبيبي رفيق وسلوى، الوداع يا شقيقتي العزيزتين
يا أخي:
مثلما كنت تصعد أنفاسك نفسا إثر نفس، هكذا قمت تودعنا فردا إثر فرد، ولم تنس أحدا من أنسبائك، ولا من أصدقائك ومعارفك، كأننا جميعا كنا حاضرين في ذهنك حين حضرتك الوفاة.
ابتدأت بوداع والدنا الشيخ، ثم بوداع عقيلتي وولدي: رفيق وسلوى، ثم بوداع الشقيقتين، وسائر الأنسباء والأصدقاء.
والآن، ماذا أقول لك عن الوالد الحنون؟ لقد أمسي يؤثر الموت على الحياة، وكم كان يعد نفسه سعيدا لو قضي نحبه قبل أن يتجرع كأس حزنه عليك، وهكذا الشقيقتان لا تنشف لهما دمعة، ولا ينضب لهما جفن.
وأما عقيلتي فقد ودعت صفو العيش بعد وداعك، وهي دائما تلهج بذكراك، وفي كل صباح تأخذ ولديها أمام رسمك، وتقول لهما: هذا عمكما الحنون طانيوس الذي اصطفاه الله إليه، قولا له: عم صباحا «مامو»،
2
فيحييانك مرارا قبل أن يبدآ باللعب في أفناء الدار.
وقد أصبحا اليوم كلما عن لهما مرآك يذهبان وحدهما إلى حيث رسمك، ويلفظان اسمك بأجلى بيان.
Shafi da ba'a sani ba